وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٥ - الصفحة ٢٩٢
على نفسه ومات في جمادى الأولى من السنة المذكورة وخاف أبو عبيد أن يصلي عليه لأجل الجند الذين تعصبوا لمنصور فتأخر عن جنازته لهذا السبب وحضرها الأمير ذكا وابن بسطام صاحب الخراج وأوعب الناس ولم يتخلف كبير أحد وذكر لأبي عبيد أن منصورا قال عند موته (قضيت نحبي فسر قوم * حمقى بهم غفلة ونوم) (كأن يومي علي حتم * وليس للشامتين يوم) (تموت قبلي ولو بيوم * ونحن يوم النشور توم) فأطرق أبو عبيد ساعة ثم قال (فقد فرحنا وقد شمتنا * وليس للشامتين لوم) والله أعلم بالصواب 742 الحاكم العبيدي أبو علي المنصور الملقب الحاكم بأمر الله بن العزيز بن المعز بن المنصور بن القائم ابن المهدي صاحب مصر وقد تقدم ذكر أجداده وجماعة من أحفاده وسيأتي ذكر أبيه في حرف النون إن شاء الله تعالى وكلهم كانوا يتسمون بالخلفاء وتولى الحاكم المذكور عهد أبيه في حياته وذلك في شعبان سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ثم استقل بالأمر يوم وفاة والده على ما سيأتي في تاريخه إن شاء الله تعالى وكان جوادا بالمال سفاكا للدماء قتل عددا كثيرا من أماثل
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»