وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٥ - الصفحة ٢٨٦
فقد اجتهدت في عصر القصب فلم يسمح ببعض ما كان يأتي فعلم صدقها فرجع عن تلك النية ثم قال لها ارجعي الآن فإنك تبلغين الغرض وعقد على نفسه أن لا يفعل ما نواه فخرجت الصبية ومعها ما شاءت من ماء السكر وهي مستبشرة فقال السلطان للواعظ فلم لا تذكر للرعية أن كسرى اجتاز على بستان فقال للناطور ناولني عنقودا من الحصرم فقال له ما يمكنني ذلك فإن السلطان لم يأخذ حقه ولا تجوز لي خيانته فعجب الحاضرون من مقابلته الحكاية بمثلها ومعارضته بما أوجب الحق له ما أوجب الحق عليه وحكى الهمداني أيضا أن سواديا لقيه وهو يبكي فسأله السلطان عن سبب بكائه فقال ابتعت بطيخا بدريهمات لا أملك غيرها فلقيني ثلاثة أغلمة أتراك فأخذوه مني ومالي حيلة سواه فقال أمسك واستدعى فراشا وكان ذلك عند باكورة البطيخ وقال له إن نفسي قد تاقت إلى البطيخ فطف في العسكر وانظر من عنده شيء فأحضره فعاد ومعه بطيخ فقال عند من رأيته قال عند الأمير فلان فأحضره وقال من أين لك هذا البطيخ فقال جاء به الغلمان فقال أريدهم الساعة فمضى وقد عرف نية السلطان فيهم فهربهم وعاد فقال لم أجدهم فالتفت إلى السوادي وقال هذا مملوكي وقد وهبته لك حين لم يحضر القوم الذين أخذوا متاعك والله لئن خليته لأضربن عنقك فأخذه السوادي بيده وأخرجه من بين يدي السلطان فاشترى الأمير نفسه بثلاثمائة دينار وعاد السوادي وقال يا سلطان قد بعت المملوك بثلاثمائة دينار فقال أو قد رضيت قال نعم قال امض مصاحبا وكانت البركة واليمن مقرونين بناصيته فكان إذا يدخل أصبهان أو بغداد أو أي بلد من البلاد كان دخل مع عدد لا يحصى لكثرته فيرخص السعر وتنحط أثمان الأشياء عما كانت عليه قبله ويكتسب المتعيشون مع عسكره الكسب الكثير وحكى الهمداني أيضا أنه أحضرت إليه مغنية وهو بالري فأعجب بها
(٢٨٦)
مفاتيح البحث: مدينة بغداد (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»