271 يحكى عن أبي عطاء السندي الشاعر المشهور واسمه مرزوق وهو من موالي أسد بن خزيمة أنه كان في لسانه هذه العجمة فاجتمع حماد الراوية وحماد عجرد الشاعر المقدم ذكرهما وحماد بن الزبرقان النحوي وبكر بن مصعب المزني في بعض الليالي ليتذاكروا فقالوا ما بقي شيء إلا وقد تهيأ لنا في مجلسنا هذا فلو بعثنا إلى أبي عطاء السندي ليحضر عندنا ويكمل به المجلس فأرسلوا إليه فقال حماد بن الزبرقان أيكم يحتال لأبي عطاء حتى يقول جرادة وزج وشيطان وإنما اختار له هذه الألفاظ لأنه كان يبدل من الجيم زايا ومن الشين سينا فقال حماد الراوية أنا أحتال في ذلك فلم يلبثوا أن جاءهم أبو عطاء فقال لهم هياكم الله يريد حياكم الله فقالوا له مرهبا مرهبا يريدون مرحبا مرحبا على لغته فقالوا له ألا تتعشى فقال قد تعسيت فهل عندكم نبيذ نشرب فقالوا نعم فأتوا له بنبيذ فشرب حتى استرخى فقال له حماد الراوية يا أبا عطاء كيف معرفتك باللغز فقال هسن يريد حسن فقال له ملغزا في جرادة (فما صفراء تكنى أم عوف * كان رجيلتيها منجلان) فقال زرادة فقال صدقت ثم قال ملغزا في زج (فما اسم حديدة في الرمح ترسى * دوين الصدر ليست بالسنان) فقال أبو عطاء زز فقال حماد أصبت ثم قال ملغزا في مسجد بجوار بني شيطان وهو بالبصرة (أتعرف مسجدا لبني تميم * فويق الميل دون بني أبان)
(٢٨٢)