أهل دولته وغيرهم صبرا وكانت سيرته من أعجب السير يخترع كل وقت أحكاما يحمل الناس على العمل بها منها أنه أمر الناس في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة بكتب سب الصحابة رضوان الله عليهم في حيطان المساجد والقياسر والشوارع وكتب إلى سائر عمال الديار المصرية يأمرهم بالسب ثم أمر بقطع ذلك ونهى عنه وعن فعله في سنة سبع وتسعين ثم تقدم بعد ذلك بمدة يسيرة بضرب من يسب الصحابة وتأديبه ثم يشهره ومنها أنه أمر بقتل الكلاب في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة فلم ير كلب في الأسواق والأزقة والشوارع إلا قتل ومنها أنه نهى عن بيع الفقاع والملوخيا وكبب الترمس المتخذة لها والجرجير والسمكة التي لا قشر لها وأمر بالتشديد في ذلك والمبالغة في تأديب من يتعرض لشيء منه فظهر على جماعة أنهم باعوا أشياء منه فضربوا بالسياط وطيف بهم ثم ضربت أعناقهم ومنها أنه في سنة اثنتين وأربعمائة نهى عن بيع الزبيب قليله وكثيره على اختلاف أنواعه ونهى التجار عن حمله إلى مصر ثم جمع بعد ذلك منه جملة كثيرة وأحرق جميعها ويقال إن مقدار النفقة التي غرموها على إحراقه كانت خمسمائة دينار وفي هذه السنة منع من بيع العنب وأنفذ الشهود إلى الجيزة حتى قطعوا كثيرا من كرومها ورموها في الأرض وداسوها بالبقر وجمع ما كان في مخازنها من جرار العسل فكانت خمسة آلاف جرة وحملت إلى شاطيء النيل وكسرت وقلبت في بحر النيل وفي هذه السنة أمر النصارى واليهود إلا الخيابرة بلبس العمائم السود وأن يعمل النصارى في أعناقهم الصلبان ما يكون طوله ذراعا ووزنه خمسة أرطال وأن تحمل اليهود في أعناقهم قرامي
(٢٩٣)