إلى الجزيرة الخضراء وهي مدينة في بر الأندلس وأقام بسبتة وهي في بر مراكش مقابلة الجزيرة الخضراء وسير إلى مراكش يستدعي من تخلف بها من جيشه فلما تكاملوا عنده أمرهم بالعبور وعبر آخرهم وهو في عشرة آلاف مقاتل واجتمع بالمعتمد وقد جمع أيضا عساكره وتسامع المسلمون بذلك فخرجوا من كل البلاد طلبا للجهاد وبلغ الأذفونش الخبر وهو بطليطلة فخرج في] أربعين ألف فارس غير ما انضم إليه وكتب الأذفونش إلى الأمير يوسف كتابا يتهدده وأطال الكتاب فكتب يوسف الجواب في ظهره الذي يكون ستراه ورده إليه فلما وقف عليه ارتاع لذلك وقال هذا رجل عازم ثم سار الجيشان والتقيا في مكان يقال له الزلاقة من بلد بطليوس وتصافا وانتصر المسلمون وهرب الأذفونش بعد استئصال عساكره ولم يسلم معه سوى نفر يسير وذلك يوم الجمعة في العشر الأول من شهر رمضان المعظم سنة تسع وسبعين وأربعمائة كذا قال بعضهم والصحيح أن هذه الوقعة كانت في منتصف رجب من السنة المذكورة وهذا العام يؤرخ به في بلاد الأندلس كلها فيقال عام الزلاقة وهذه الواقعة من أشهر الوقائع وثبت المعتمد في ذلك اليوم ثباتا عظيما وأصابه عدة جراحات في وجهه وبدنه وشهد له بالشجاعة وغنم المسلمون دوابهم وسلاحهم ورجع الأمير يوسف إلى بلاده والمعتمد إلى بلاده ثم إن الأمير يوسف عاد إلى الأندلس في العام الثاني وخرج إليه المعتمد وحاصرا بعض حصون الفرنج فلم يقدرا عليه فرحلا عنه وعبر يوسف على غرناطة فخرج إليه صاحبها عبد الله بن بلكين ثم دخل البلد ليخرج إليه التقادم فغدر به يوسف ودخل البلد وأخرج عبد الله ودخل قصره فوجد فيه
(٢٩)