الإمام المقتدر بالله وخلع عليه لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ست عشرة وثلاثمائة وقبض عليه يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثماني عشرة وثلاثمائة ثم نفاه إلى بلاد فارس بعد أن صادره ثم استوزره الإمام القاهر بالله فأرسل إليه إلى فارس رسولا يجيء به ورتب له نائبا عنه فوصل ابن مقلة من فارس بكرة يوم الخميس عيد الأضحى من سنة عشرين وثلاثمائة وخلع عليه ولم يزل وزيره حتى اتهمه بمعاضدة علي بن بليق على الفتك به وبلغ ابن مقلة الخبر فاستتر في أول شعبان من سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ولما ولي الراضي بالله لست خلون من جمادى الأولى من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة استوزره أيضا لتسع خلون من جمادى الأولى من السنة المذكورة وكان المظفر بن ياقوت مستحوذا على أمور الراضي وكان بينه وبين أبي علي الوزير وحشة فقرر ابن ياقوت المذكور مع الغلمان الحجرية أنه إذا جاء الوزير أبو علي قبضوا عليه وأن الخليفة لا يخالفهم في ذلك وربما سره هذا الأمر فلما حصل الوزير في دهليز دار الخلافة وثب الغلمان عليه ومعهم ابن ياقوت المذكور فقبضوا عليه وأرسلوا إلى الراضي يعرفونه صورة الحال وعددوا له ذنوبا وأسبابا تقضي ذلك فرد جوابهم وهو يستصوب رأيهم فيما فعلوه وذلك في يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وثلاثمائة واتفق رأيهم على تفويض الوزارة إلى عبد الرحمن بن عيسى بن داود بن الجراح فقلده الراضي الوزارة وسلم إليه أبا علي بن مقلة فضربه بالمقارع وجرى عليه من المكاره بالتعليق وغيره من العقوبة شيء كثير وأخذ خطه بألف ألف دينار ثم خلص وجلس بطالا في داره ثم إن أبا بكر محمد بن رائق استولى على الخلافة وخرج عن طاعتها فأنفذ إليه الراضي واستماله وفوض إليه تدبير المملكة وجعله أمير الأمراء ورد إليه تدبير أعمال الخراج والضياع في جميع النواحي وأمر أن يخطب له على جميع
(١١٤)