وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٥ - الصفحة ١٠٣
وكان الجاحظ منقطعا إليه فخاف أن يؤخذ مع أسبابه فغاب وكان يقول كدت أكون (...) وحكى ابن أبي العيناء قال كنت عند ابن أبي دواد بعد قتل ابن الزيات فجيء بالجاحظ مقيدا وكان في أسبابه وناحيته وعند ابن أبي دواد محمد بن منصور وهو إذ ذاك يلي قضاء فارس وخوزستان فقال ابن أبي دواد للجاحظ ما تأويل هذه الآية * (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) * (هود 102) فقال تلاوتها تأويلها أعز الله القاضي فقال جيئوا بحداد فقال أعز الله القاضي ليفك عني أو ليزيدني فقال بل ليفك عنك فجيء بالحداد وغمزه بعض أهل المجلس أن يعنف بساق الجاحظ ويطيل أسره قليلا ففعل فلطمه الجاحظ وقال اعمل عمل شهر في يوم وعمل يوم في ساعة وعمل ساعة في لحظة فان الغرر على ساقي وليس بجذع ولا ساجة فضحك ابن أبي دواد وأهل المجلس منه وقال ابن أبي دواد لمحمد بن منصور أنا أثق بظرفه ولا أثق بدينه 697 أبو الفضل ابن العميد أبو الفضل محمد بن العميد أبي عبد الله الحسين بن محمد الكاتب المعروف بابن العميد والعميد لقب والده لقبوه بذلك على عادة أهل خراسان في إجرائه مجرى التعظيم وكان فيه فضل وأدب وله ترسل وأما ولده أبو الفضل فإنه كان وزير ركن الدولة أبي علي الحسن بن بويه
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»