وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٥ - الصفحة ١١٢
شرع الرئيس أبو الفضل ابن العميد في بناء حائط عظيم حول دار مخدومه ركن الدولة فقال له عارض الجيش هذا كما يقال الشد بعد الضراط فقال ابن العميد هذا أيضا جيد لئلا تنفلت أخرى فاستحسن منه هذا الجواب وفيه يقول بعض أصحابه (آل العميد وآل برمك مالكم * قل المعين لكم وذل الناصر) (كان الزمان يحبكم فبدا له * إن الزمان هو الخؤون الغادر) وتولى موضعه الصاحب ابن عباد وقد تقدم ذكره في ترجمته فينظر هناك في حرف الهمزة وكان أبو الفتح المذكور قبل أن يقتل بمدة قد لهج بانشاد هذين البيتين (دخل الدنيا أناس قبلنا * رحلوا عنها وخلوها لنا) (ونزلناها كما قد نزلوا * ونخليها لقوم بعدنا) ومن المنسوب إلى أبي الفتح ابن العميد (يقول لي الواشون كيف تحبها * فقلت لهم بين المقصر والغالي) (ولولا حذاري منهم لصدقتهم * فقلت هوى لم يهوه قط أمثالي) (وكم من شفيق قال مالك واجما * فقلت ترى ما بي وتسأل عن حالي) 224 وكان أبو حيان علي بن محمد التوحيدي البغدادي قد وضع كتابا سماه مثالب الوزيرين ضمنه معايب أبي الفضل ابن العميد المذكور والصاحب
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»