(تضوع أرواح نجد من ثيابهم * عند القدوم لقرب العهد بالدار) وديوان شعره كبير يدخل في اربع مجلدات وهو كثير الوجود فلا حاجة إلى الإكثار من ذكره وذكر أبو الفتح ابن جني النحوي المقدم ذكره في بعض مجاميعه أن الشريف الرضي المذكور أحضر إلى ابن السيرافي النحوي وهو طفل جدا لم يبلغ عمره عشر سنين فلقنه النحو وقعد معه يوما في حلقته فذاكره بشيء من الإعراب على عادة التعليم فقال له إذا قلنا رأيت عمر فما علامة النصب في عمر فقال له الرضي بغض علي فعجب السيرافي والحاضرون من حدة خاطره وذكر انه تلقن القرآن بعد ان دخل في السن فحفظه في مدة يسيرة وصنف كتابا في معاني القرى ن الكريم يتعذر وجود مثله دل على توسعه في علم النحو واللغة وصنف كتابا في مجازات القرى ن فجاء نادرا في بابه وقد عني بجمع ديوان الشريف الرضي المذكور جماعة وأجود ما جمع الذي جمعه أبو حكيم الخبري ولقد أخبرني بعض الفضلاء أنه رأى في مجموع أن بعض الأدباء إجتاز بدار الشريف الرضي المذكور بسر من رأى وهو لا يعرفها وقد اخنى عليها الزمان وذهبت بهجتها واخلقت ديباجتها وبقايا رسومها تشهد لها بالنضارة وحسن الشارة فوقف عليها متعجبا من صروف الزمان وطوارق الحدثان وثمثل بقول الشريف الرضي المذكور
(٤١٦)