تعرفه وهذا الذي خرج من قبره أمس الناس رحما به وأسرهم بموته فقال له معاوية لقد رأيت عجبا فمن الميت قال هو عثير بن لبيد العذري ويقرب من هذا ما ذكره الأمير المسبحي في كتاب الحمة الذي ألفه للظاهر بن الحاكم سنة اثنتي عشرة وأربعمائة قال قال محمود المادرائي كنت متوجها إلى الديوان فدخلنا الأبلة فصعدت من السفينة لحاجة ووقفت على تل رماد عتيق وعن لي ان أنشدت قول الشاعر (يا رب قائلة يوما وقد لغبت * كيف الطريق إلى حمام منجاب) وكان شيخ من أهل الأبلة جالسا على قرب من الموضع فقال لي يا فتى تعرف حمام منجاب قلت لا قال فأنت واقف على مستوقده فعجبت من الاتفاق في ذلك ومثل هاتين القضيتين ما ذكره الخطيب أبو زكريا التبريزي في كتاب شرح الحماسة وذكره غيره أيضا أن عمرو بن شاس الأسدي الشاعر المشهور كانت له امرأة من قومه وابن من أمة سوداء يقال له عرار فكانت تعير به أباه وتؤذيه ويؤذيها فأنكر عمر عليها أذاها وقال (أرادت عرار بالهوان ومن يرد * عرارالعمري بالهوان لقد ظلم) (وغن عرارا إن يكن غير واضح * فإني أحب الجون ذا المنكب العمم) وهي عدة أبيات في الباب الأول من كتاب الحماسة والجون الأسود والعمم التام وكان عرار أحد فصحاء العقلاء وتوجه من عند المهلب بن أبي صفرة إلى الحجاج بن يوسف الثقفي رسولا في بعض فتوحه فلما مثل بين يدي الحجاج لم يعرفه وازدراه فلما استنطقه أبان واعرب ما شاء وبلغ الغاية والمراد في كل ما سئل عنه فأنشد الحجاج متمثلا
(٤١٨)