أشعر قريش لم ابعد عن الصدق وسيشهد بما أخبر به شاهد عدل من شعره العالي القدح الممتنع عن القدح الذي يجمع إلى السلاسة متانة وإلى السهولة رصانة ويشتمل على معان يقرب جناها ويبعد مداها وكان أبوه يتولى قديما نقابة نقباء الطالبيين ويحكم فيهم أجمعين والنظر في المظالم والحج بالناس ثم ردت هذه الأعمال كلها إلى ولده الرضي المذكور في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وأبوه حي ومن غرر شعره ما كتبه إلى الإمام القادر بالله أبي العباس أحمد بن المقتدر من جملة قصيدة (عطفا أمير المؤمنين فإننا * في دوحة العلياء لا نتفترق) (ما بيننا يوم الفخار تفاوت * أبدا كلانا في المعالي معرق) (إلا الخلافة ميزتك فإنني * أنا عاطل منها وأنت مطوق) ومن جيد شعره قوله أيضا (رمت المعالي فامتنعن ولم يزل * أبدا يمانع عاشقا معشوق) (وصبرت حتى نلتهن ولم أقل * ضجرا دواء الفارك التطليق) وله من جملة أبيات (يا صاحبي قفا لي واقضيا وطرا * وحدثاني عن نجد بأخبار) (هل روضت قاعة الوعساء أم مطرت * خميلة الطلح ذات البان والغار) (أم هل أبيت ودار دون كاظمة * داري وسمار ذاك الحي سماري)
(٤١٥)