وخير البشر بخير البشر وكتاب الينبوع في تفسير القرآن الكريم وهو كبير وكتاب نجباء الأبناء وكتب الحاشية على درة الغواص للحريري صاحب المقامات وشرح المقامات للحريري وهما شرحان كبير وصغير وغير ذلك من التواليف الظريفة المليحة ورأيت في أول الشرح الذي له يذكر أنه أخبره بها الحافظ أبو الطاهر السلفي عن منشئها الحريري والناس يقولون إن الحافظ السلفي رأى الحريري في جامع البصرة وحوله حلقة وهم يأخذون عنه المقامات فسأل عنه فقيل له إن هذا قد وضع شيئا من الأكاذيب وهو يمليه على الناس فتنكبه ولم يعرج عليه والله أعلم بالصواب وحكي عن الشيخ تاج الدين الكندي المقدم ذكره أنه قال أحلت على ديوان حماة برزق فسرت إليها لأجل ذلك فلما حللتها جمع الجماعة بيني وبين ابن ظفر المذكور وجرت بيننا مناظرة في النحو واللغة عليه مسائل في النحو فلم يمش فيها وكان حاله في اللغة قريبا فلما كاد المجلس يتقوض قال ابن ظفر الشيخ تاج الدين أعلم مني بالنحو وأنا أعلم منه باللغة فقلت الأول مسلم والثاني ممنوع وتفرقنا وكان ابن ظفر قصير القامة دميم الخلقة غير صبيح الوجه ويروى لابن ظفر المذكور شعر فمن ذلك ما وجدته في بعض المجاميع منسوبا إليه وهو (حملتك في قلبي فهل أنت عالم * بأنك محمول وأنت مقيم) (الا إن شخصا في فؤادي محله * وأشتاقه شخص علي كريم) وقد أخذ هذا المعنى من قول بعض العرب (سقى بلدا كانت سليمى تحله * من المزن ما تروى به وتشيم)
(٣٩٦)