656 الوهراني أبو عبد الله محمد بن محرز بن محمد الوهراني الملقب ركن الدين وقيل جمال الدين أحد الفضلاء الظرفاء قدم من بلاده إلى الديار المصرية في أيام السلطان صلاح الدين رحمه الله تعالى وفنه الذي يمت به صناعة الإنشاء فلما دخل البلاد ورأى بها القاضي الفاضل وعماد الدين الأصبهاني الكاتب وتلك الحلبة علم من نفسه أنه ليس من طبقتهم ولا تنفق سلعته مع وجودهم فعدل عن طريق الجد وسلك طريق الهزل وعمل المنامات والرسائل المشهورة به والمنسوبة إليه وهي كثيرة الوجود بأيدي الناس وفيها دلالة على خفة روحه ورقة حاشيته وكمال ظرفه ولو لم يكن له فيها إلا المنام الكبير لكفاه فإنه أتى فيه بكل حلاوة ولولا طوله لذكرته ثم إن الوهراني المذكور تنقل في البلاد وأقام بدمشق زمانا وتولى الخطابة بداريا وهي قرية على باب دمشق في الغوطة وتوفي في سنة خمس وسبعين وخمسمائة بداريا رحمه الله تعالى ودفن على باب تربة الشيخ أبي سليمان الداراني نقلت من خط القاضي الفاضل وردت الأخبار من دمشق في سابع عشر رجب بوفاة الوهراني والوهراني بفتح الواو وسكون الهاء وفتح الراء وبعد الألف نون هذه النسبة إلى وهران وهي مدينة كبيرة في أرض القيروان بينها وبين تلمسان
(٣٨٥)