الحكام عند التباس الأحكام أنه كان في خدمة القاضي محيي الدين عند توجهه إلى بغداد في إحدى الرسائل وناهيك بمن يكون في خدمته مثل هذا الرجل وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى وكان محيي الدين المذكور جوادا سريا قيل إنه أنعم في بعض رسائله إلى بغداد بعشرة آلاف دينار أميرية على الفقهاء والأدباء والشعراء والمحاويج ويقال إنه في مدة حكمه بالموصل لم يعتقل غريما على دينارين فما دونهما بل كان يوفيهما عنه ويخلي سبيله ويحكى عنه مكارم كثيرة ورياسة ضخمة وكان من النجباء عريقا في النجابة تام الرياسة كريم الأخلاق رقيق الحاشية له في الأدب مشاركة حسنة وله اشعار جيدة فمن ذلك ما انشدني له بعض الأصحاب في وصف جرادة وهو تشبيه غريب (لها فخذا بكر وساقا نعامة * وقادمتا نسر وجؤجؤ ضيغم) (حبتها أفاعي الرمل بطنا وأنعمت * عليها جياد الخيل بالراس والفم) ورأيت له في بعض المجاميع هذين البيتين وهما في وصف نزول الثلج من الغيم (ولما شاب رأس الدهر غيظا * لما قاساه من فقد الكرام) (أقام يميط هذا الشيب عنه * وينثر ما أماط على الأنام) وكانت ولادته سنة عشر وخمسمائة تقريبا وقال العماد الكاتب في الخريدة مولده سنة تسع عشرة والله أعلم وزاد في كتاب السيل في شعبان وتوفي سحرة يوم الأربعاء رابع عشر جمادى الأولى سنة ست وثمانين
(٢٤٧)