لم يكن في بيته مثله ولا نال أحد منهم ما ناله من المناصب مع كثرة رؤساء بيته وذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق وله نظم جيد فمن ذلك ما أنشدني له بعض أهل بيته وهو (ولقد اتيتك والنجوم رواصد * والفجر وهم في ضمير المشرق) (وركبت م الأهوال كل عظيمه * شوقا إليك لعلنا ان نلتقي) وقال عماد الدين الكاتب الأصبهاني في الخريدة في ترجمة القاضي كمال الدين المذكور أنشدني لنفسه هذين البيتين في ثالث شهر ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وقد تذكرت قول أبي يعلى ابن الهبارية الشريف في معنى الصبح وإبطائه (كم ليلة بت مطويا على حرق * أشكو إلى النجم حتى كاد يشكوني) (والصبح قد مطل الشرق العيون به * كأنه حاجة في كف مسكين) ثم قال لو قال تقضى لمسكين لكان أحسن فإنها تمطل بقضائها ثم قال وكلاهما أحسن وأجاد وقيل إنه كتب إلى ولده محيي الدين وهو بحلب وذكر في الخريدة انهما له (عندي كتائب أشواق اجهزها * إلى جنابك إلا أنها كتبت) (ولي أحاديث من نفسي أسر بها * إذا ذكرتك إلا أنها كذب) وقيل إنه لما ضعف وكبر وقلت حركته كان ينشد في كل وقت (يا رب لا تحيني إلى زمن * أكون فيه كلا على أحد)
(٢٤٣)