ألية برة أن لا يجعل لهم إلى دار الدنيا كرة كأنهم لم يكونوا للعيون قرة ولم يعدوا في الأحياء مرة أسكتهم والله الذي أنطقهم وأبادهم الذي خلقهم وسيجدهم كما أخلقهم ويجمعهم كما فرقهم يوم يعيد الله العالمين خلقا جديدا ويجعل الظالمين لنار جهنم وقودا يوم تكونون شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وأومأت عند قولي تكونون شهداء على الناس إلى الصحابة وبقولي شهيدا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم * (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) * فقال لي أحسنت ادن فدنوت منه صلى الله عليه وسلم فأخذ وجهي وقبله ثم تفل في في وقال وفقك الله قال فانتبهت من النوم وبي من السرور ما يجل عن الوصف فأخبرت أهلي بما رأيت قال الكندي بروايته وبقي الخطيب بعد هذا المنام ثلاثة أيام لا يطعم طعاما ولا يشتهيه ويوجد في فيه رائحة المسك ولم يعش إلا مدة يسيرة ولما استيقظ الخطيب من منامه كان على وجهه أثر نور وبهجة لم تكن قبل ذلك وقص رؤياه على الناس وقال سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا وعاش بعد ذلك ثمانية عشر يوما لا يستطعم فيها طعاما ولا شرابا من أجل تلك التفلة وبركتها وهذه الخطبة التي فيها هذه الكلمات تعرف بالمنامية لهذه الواقعة وهذا الخطيب لم أر أحدا من المؤرخين ذكر تاريخه في المولد والوفاة سوى ابن الأزرق الفارقي في تاريخه فإنه قال ولد في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وتوفي في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة بميافارقين ودفن بها رحمه الله تعالى ورأيت في بعض المجاميع قال الوزير أبو القاسم ابن المغربي رأيت الخطيب ابن نباتة في المنام بعد موته فقلت له ما فعل الله بك فقال دفع لي ورقة فيها سطران بالأحمر وهما (قد كان أمن لك من قبل ذا * واليوم أضحى لك أمنان)
(١٥٧)