وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ١٥٢
(أين الشباب وعيشنا اللذ الذي * كنا به زمنا نسر ونجذل) (ذهبت بشاشته وأصبح ذكره * حزنا يعل به الفؤاد وينهل) قال أبو عثمان التيمي فلم يكن بين ذلك وبين الحادثة على بني أمية إلا أقل من شهر ووجد بخط محمد بن أسعد قال كان الخراز يقول من أعجب أحاديث مروان بن محمد ما رواه المدائني قال لما حاصر مروان تدمر فظفر بها وهدم دورها افضى إلى جرن طويل فلم يشك مروان والحاضرون أن تحته كنزا فنبشوه فإذا امرأة مسجاة عظيمة الخلق على قفاها فوق سرير من حجارة عليها سبعون حلة منسوجة بالذهب جرباناتها لها غدائر من رأسها إلى رجليها فذرع قدمها فكانت عظيمة الساق وكان طولها سبعة أذرع وإذا عند رأسها صفيحة من نحاس مكتوب عليها بالحميرية فطلب من قرأه فإذا فيه أنا تدمر بنت حسان بن أذينة بن السميدع بن هرم العماليقي من دخل علي بيتي هذا فأزعجني منه حتى يراني أدخل الله عليه المهانة والذل والصغار فلما قرىء المكتوب على مروان عظم عليه وندم على ما كان منه وتطير بذلك وجعل يسترجع ثم أمر بطبق الجرن وأن يرد إلى موضعه وما كان بين ذلك وبين الظفر به وزوال الملك واستباحة حريمه إلا قليل وكان السفاح كثير التعظيم لأبي مسلم لما صنعه ودبره وكان أبو مسلم عند ذلك ينشد في كل وقت (أدركت بالحزم والكتمان ما عجزت * عنه ملوك بني مروان إذ حشدوا) (ما زلت أسعى بجهدي في دمارهم * والقوم في غفلة بالشام قد رقدوا) (حتى ضربتهم بالسيف فانتهبوا * من نومة لم ينمها قبلهم أحد) (ومن رعى غنما في أرض مسبعة * ونام عنها تولى رعيها الأسد)
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»