وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ١٦١
ولقدنظمت هذا المعنى في دوبيت وهو (ما أطيب ليلة مضت بالسفح * والوصف لها يقصر عنه شرحي) (إذ قلت لها بوابنا أنت متى * ما غبت نخاف من دخول الصبح) وكان كثيرا ما ينشد لابن مكنسة وهو أبو طاهر إسماعيل بن محمد بن الحسين القرشي الإسكندري (وإذا السعادة أحرستك عيونها * نم فالمخاوف كلهن أمان) (واصطد بها العنقاء فهي حبائل * واقتد بها الجوزاء فهي عنان) وكان الملك العزيز بن صلاح الدين يميل إلى القاضي الفاضل في حياة أبيه فاتفق أن العزيز هوي قينة شغلته عن مصالحه وبلغ ذلك والده فأمره بتركها ومنعها من صحبته فشق ذلك عليه وضاق صدره ولم يجسر أن يجتمع بها فلما طال ذلك بينهما سيرت له مع بعض الخدم كرة عنبر فكسرها فوجد في وسطها زر ذهب فأفكر فيه ولم يعرف معناه واتفق حضور القاضي فعرفه الصورة فعمل القاضي الفاضل في ذلك بيتين وأرسلهما إليه وهما (أهدت لك العنبر في وسطه * زر من التبر دقيق اللحام) (فالزر في العنبر معناهما * زر هكذا مستترا في الظلام) فعلم الملك العزيز أنها أرادت زيارته في الليل وشعره أيضا كثير وكانت ولادته يوم الاثنين في خامس عشر جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وخمسمائة بمدينة عسقلان وتولى أبو القضاء بمدينة بيسان فلهذا نسبوا إليها
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»