وقيل إنه أول من نظر في النجوم بعد آدم عليه السلام.
وفي التوراة ان إدريس عليه السلام أحسن خدمة الله فرفعه الله تعالى إليه.
ولما رأى إدريس بني قابيل في المعاصي وعبادة الأصنام سأل الله ان يرفعه إليه، وان يطهره من خطاياه فأجابه إلى ذلك، وأوحى الله إليه ان يلازم الهيكل هو وشيعته أربعين يوما وأوصى إدريس إلى ابنه متوشلخ لان الله أوحى إليه ان اجعل الوصية في ابنك متوشلخ فاني سأخرج من ظهره نبيا يرتضي فعله.
فقيل انه رفع إلى السماء السابعة، وقيل إنه كانت له قصة مع ملك الموت، وقد سأل الله ان يذيقه طعم الموت، ثم سأل الله ان يريه رضوانا ويدخله الجنة، ففعل. ولم يخرج من الجنة، ورفعه الله وهو ابن مائة وخمسين سنة.
وأما متوشلخ فأقام مع أخوته وبني أخيه، أمام الهيكل يعبدون الله تعالى والنقباء السبعون معهم ولما رفع الله تعالى إدريس عليه السلام كثر الاختلاف بعده والتنازع وأشاع عليه إبليس أنه هلك، وأنه كان كاهنا أراد الصعود إلى الفلك فأحرق، وحزن عليه ولد آدم المتمسكون بدينه حزنا شديدا، وأظهر ان صنمهم الأكبر أهلكه فزاد في عبادة الأصنام وتحليتها والذبائح لها، وعملوا عيدا لم يبق أحد إلا حضره وكانت لهم يومئذ سبعة أصنام يغوث ويعوق ونسر (1) وود وسواع ومزية وضمر، وسنذكرها عند ذكر المتعبدات.
وانقطع الوحي بعد إدريس عليه السلام، ومات أولئك النقباء، فكلما مات واحد منهم صور بنوه وأهله صورته في بيت لهم ليذكروه ويستغفروا