فقالوا: قد أمرنا بهذا من كان أطوع فينا منك فعصيناه، فوثب إلى سيفه فتناوله ليخرج فيقاتل فوثبوا إليه فقالوا: ننشدك الله أن تشأمنا، وانتزعوا سيفه من يده. وخرجوا إلى مصعب وأصحابه على حكمهم (1)، فأمر بهم فكتفوا وقدموا إلى مصعب، فتقدم بجير (2) بن عبد الله المسلي فتكلم فقال:
الحمد لله الذي ابتلانا بالأسر (3)، وابتلاك ومن معك بأن تعفوا (4) وتقسطوا (5)، وهما منزلتان: إحداها لله رضى، والأخرى له سخط، ومن عفا عفا الله عنه، ومن عاقب لم يأمن القصاص، يا ابن الزبير! نحن أهل قبلتكم وعلى ملتكم (6) ولسنا بالترك (7) ولا بالديلم، لم نعد أن خالفنا إخواننا من أهل مصرنا، فأما أن نكون (8) أصبنا وأخطأوا، وإما أن يكونوا أصابوا وأخطأنا، فاقتتلنا بيننا كما اقتتل أهل الشام (9) واختلفوا ثم اجتمعوا، وكما اقتتل أهل البصرة ثم اصطلحوا واجتمعوا، وقد ملكتم فأسجحوا،