فتوح البلدان - البلاذري - ج ٣ - الصفحة ٥٤٢
وقال أبو الجويرية.
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم * قوم بإحسانهم أو مجدهم قعدوا محسدون على ما كان من كرم * لا ينزع الله منهم ماله حسدوا ثم ولى بعد الجنيد تميم بن زيد العتبى. فضعف ووهن، ومات قريبا من الديبل بماء يقال له ماء الجواميس. وإنما سمى ماء الجواميس لأنه يهرب بها إليه من ذباب زرق تكون بشاطئ مهران.
وكان تميم من أسخياء العرب. وجد في بيت المال بالسند ثمانية عشر ألف ألف درهم طاطرية، فأسرع فيها.
وكان قد شخص معه في الجند فتى من بنى يربوع يقال له خنيس، وأمه من طيئ إلى الهند فأتت الفرزدق فسألته أن يكتب إلى تميم في إقفاله، وعاذت بقبر غالب أبيه. فكتب الفرزدق إلى تميم:
أتتني فعاذت يا تميم بغالب * وبالحفرة السافي عليها ترابها فهب لي خنيسا واتخذ فيه منة * لحوبة أم ما يسوغ شرابها تميم بن زيد لا تكونن حاجتي * بظهر ولا يجفى عليك جوابها فلا تكثر الترداد فيها فإنني * ملول لحاجات بطي طلابها فلم يدر ما اسم الفتى أهو حبيش أم خنيس، فأمر أن يقفل كل من كان اسمه على مثل هذه الحروف.
وفى أيام تميم خرج المسلمون عن بلاد (ص 443) الهند ورفضوا مراكزهم فلم يعودوا إليها إلى هذه الغاية.
ثم ولى الحكم بن عوانة الكلبي وقد كفر أهل الهند إلا أهل قصة.
فلم ير للمسلمين ملجأ يلجؤن إليه، فبنى من وراء البحيرة مما يلي الهند مدينة سماها المحفوظة، وجعلها مأوى لهم ومعاذا، ومصرها. وقال لمشايخ كلب من أهل
(٥٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 547 ... » »»