فتوح البلدان - البلاذري - ج ٣ - الصفحة ٥٤٤
العرب فأجلاهم عنها. وأتى القندهار في السفن ففتحها. وهدم البد وبنى موضعه مسجدا. فأخصبت البلاد في ولايته، فتبركوا به. ودوخ الثغر وأحكم أموره.
ثم ولى ثغر السند عمر بن حفص بن عثمان هزارمرد، ثم داود بن يزيد بن حاتم، وكان معه أبو الصمة المتغلب اليوم وهو مولى لكندة.
ولم يزل أمر ذلك الثغر مستقيما حتى وليه بشر بن داود في خلافة المأمون، فعصى وخالف. فوجه إليه غسان بن عباد، وهو رجل من أهل سواد الكوفة، فخرج بشر إليه في الأمان وورد به مدينة السلام.
وخلف غسان على الثغر موسى بن يحيى بن خالد بن برمك. فقتل باله ملك الشرقي، وقد بذل له خمس مئة ألف درهم على أن يستبقيه. وكان باله هذا التوى على غسان وكتب إليه في حضور عسكره فيمن حضره من الملوك فأبى ذلك.
وأثر موسى أثرا حسنا. ومات سنة إحدى وعشرين، واستخلف ابنه عمران ابن موسى. فكتب إليه أمير المؤمنين المعتصم بالله بولاية الثغر. فخرج إلى القيقان، وهم زظ. فقاتلهم فغلبهم، وبنى مدينة سماها البيضاء وأسكنها الجند.
ثم أتى المنصورة وصار منها إلى قندابيل، وهي مدينة على جبل، وفيها متغلب يقال له محمد بن الخليل. فقاتله وفتحها، وحمل رؤساءها إلى قصدار.
ثم غزا الميد، وقتل منهم ثلاثة آلاف، وسكر سكرا يعرف بسكر الميد.
وعسكر عمران على نهر الرور، ثم نادى بالزط الذين بحضرته فأتوه، فختم أيديهم وأخذ (ص 445) الجزية منهم وأمرهم بأن يكون مع كل رجل منهم إذا اعترض عليه كلب، فبلغ الكلب خمسين درهما.
ثم غزا الميد ومعه وجوه الزط، فحفر من البحر نهرا أجراه في بطيحتهم حتى ملح ماؤهم، وشن الغارات عليهم.
(٥٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 ... » »»