فتوح البلدان - البلاذري - ج ٣ - الصفحة ٥٣٨
وانتهى محمد إلى الرور، وهي من مدائن السند، وهي على جبل. فحصرهم أشهرا ففتحها صلحا، على أن لا يقتلهم، ولا يعرض لبدهم وقال: ما البد الا ككنائس النصارى واليهود وبيوت نيران المجوس. ووضع عليهم الخراج بالرور. وبنى مسجدا.
وسار محمد إلى السكة، وهي مدينة دون بياس ففتحها. والسكة اليوم خراب.
ثم قطع نهر بياس إلى الملتان. فقاتله أهل الملتان، فأبلى زائدة بن عمير الطائي، وانهزم المشركون فدخلوا المدينة، وحصرهم محمد، ونفدت أزواد المسلمين، فأكلوا الحمر. ثم أتاهم رجل مستأمن فدلهم على مدخل الماء الذي منه شربهم، وهو ماء يجرى من نهر بسمد فيصير في مجتمع له مثل البركة في المدينة، وهم يسمونه البلاح. فغوره، فلما (ص 439) عطشوا نزلوا على الحكم، فقتل محمد المقاتلة، وسبى الذرية، وسبى سدنة البد وهم ستة آلاف. وأصابوا ذهبا كثيرا. فجمعت تلك الأموال في بيت يكون عشرة أذرع في ثماني أذرع يلقى ما أودعه في كوة مفتوحة في سطحه. فسميت الملتان فرج بيت الذهب. والفرج الثغر.
وكان بد الملتان بدا تهدى إليه الأموال وتنذر له النذور، ويحج إليه السند فيطوفون به ويحلقون رؤوسهم ولحاهم عنده، ويزعمون أن صنما فيه هو أيوب النبي صلى الله عليه وسلم.
1013 - قالوا. ونظر الحجاج فإذا هو قد أنفق على محمد بن القاسم ستين ألف ألف، ووجد ما حمل إليه عشرين ومائة ألف ألف. فقال: شفينا غيظنا وأدركنا ثأرنا وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس داهر.
(٥٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 ... » »»