وأني أصبتها فصدقه الوليد وقبل قوله وأعظم جائزته ثم رجع إلى حديث عثمان وغيره قال كان عبد العزيز بن موسى بعد خروج أبيه قد تزوج امرأة نصرانية بنت ملك من أهل الأندلس يقال أنها ابنة لذريق ملك الأندلس الذي قتله طارق فجاءته من الدنيا بشيء كثير لا يوصف فلما دخلت عليه قالت ما لي لا أرى أهل مملكتك يعظمونك ولا يسجدون لك كما كان أهل مملكة أبي يعظمونه ويسجدون له فلم يدر ما يقول لها فأمر بباب فنقب له في ناحية قصره وجعله قصيرا وكان يأذن للناس فيدخل الداخل إليه من الباب حين يدخل منكسا رأسه لقصر الباب وهي في موضع تنظر إلى الناس منه فلما رأت ذلك قالت لعبدالعزيز الآن قوي ملكك وبلغ الناس أنه إنما نقب ذلك الباب لهذا وزعم بعض الناس أنها نصرته فصار به حبيب بن أبي عبيدة الفهري وزياد بن النابغة التميمي وأصحاب لهم من قبائل العرب واجتمعوا على قتل عبد العزيز للذي بلغهم من أمره وأتوا إلى مؤذنه فقالوا له أذن بليل لكي نخرج إلى الصلاة فأذن المؤذن ثم ردد التثويب فخرج عبد العزيز فقال لمؤذنه لقد عجلت وأذنت بليل ثم توجه إلى المسجد وقد اجتمع له أولئك النفر وغيرهم ممن حضر الصلاة فتقدم عبد العزيز وافتتح يقرأ * (إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة) * فوضع حبيب السيف على رأس عبد العزيز فانصرف هاربا حتى دخل داره فدخل جنانا له واختبأ فيه تحت شجرة وهرب حبيب بن أبي عبيدة وأصحابه واتبعه
(٣٥٤)