فتوح مصر وأخبارها - القرشي المصري - الصفحة ٣٤٩
ومن معه وفتح للمسلمين ولم يكن بالمغرب مقتلة قط أكثر منها فلم يرفع المسلمون السيف عنهم ثلاثة أيام ثم ارتحل الناس إلى قرطبة قال ويقال أن موسى هو الذي وجه طارقا بعد مدخله الأندلس إلى طليطلة وهي النصف فيما بين قرطبة وأربونة وأربونة أقصى ثغر الأندلس وكان كتاب عمر بن العزيز ينتهي إلى أربونة ثم غلب عليها أهل الشرك فهي في أيديهم اليوم وأن طارقا إنما أصاب المائدة فيها والله أعلم وكان لذريق يملك ألفي ميل من الساحل إلى ما وراء ذلك وأصاب الناس غنائم كثيرة من الذهب والفضة حدثنا عبد الملك بن مسلمة حدثنا الليث بن سعد قال إن كانت الطنفسة لتوجد منسوجة بقضبان الذهب تنظم السلسلة من الذهب باللؤلؤ والياقوت والزبرجد وكان البربر ربما وجدوها فلا يستطيعون حملها حتى يأتوا بالفأس فيضرب وسطها فيأخذ أحدهما نصفها والآخر نصفها لأنفسهم وتسير معهم جماعة والناس مشتغلون بغير ذلك حدثنا عبد الملك بن مسلمة حدثنا الليث بن سعد قال لما فتحت الأندلس جاء إنسان إلى موسى بن نصير فقال ابعثوا معي أدلكم على كنز فبعث معه فقال لهم الرجل انزعوا ها هنا فنزعوا قال فسال عليهم من الزبرجد والياقوت شيء لم يروا مثله قط فلما رأوا تهيبوه وقالوا لا يصدقنا موسى بن نصير فأرسلوا إليه حتى جاء ونظر إليه حدثنا عبد الملك بن مسلمة حدثنا الليث بن سعد ان موسى بن نصير حين فتح الأندلس
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»