فتوح مصر وأخبارها - القرشي المصري - الصفحة ٣٥٠
كتب إلى عبد الملك أنها ليست بالفتوح ولكنه الحشر حدثنا عبد الملك بن مسلمة حدثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد قال لما افتتحت الأندلس أصاب الناس فيها غنائم فغلوا فيها غلولا كثيرا حملوه في المراكب وركبوا فيها فلما وسطوا البحر سمعوا مناديا يقول اللهم غرق بهم فدعوا الله وتقلدوا المصاحف قال فما نشبوا أن أصابتهم ريح عاصفة وضربت المراكب بعضها بعضا حتى تكسرت وغرق بهم وأهل مصر ينكرون ذلك ويقولون إن أهل الأندلس ليس هم الذين غرقوا وإنما هم أهل سردانية وذلك أن أهل سردانية كما حدثنا سعيد بن عفير قال لما توجه إليهم المسلمون عمدوا إلى ميناء لهم في البحر فسدوه وأخرجوا منه الماء ثم قذفوا فيه آنيتهم من الذهب والفضة ثم ردوا عليه الماء بحاله وعمدوا إلى كنيسة لهم فجعلوا لها سقفا من دون سقفها وجعلوا ما كان لهم من مال بين السقفين فنزل رجل من المسلمين يغتسل في ذلك الموضع الذي سكروه ثم أعادوا عليه الماء فوقعت رجله على شيء فأخرجه فإذا صحفة من فضة ثم غاص أيضا فأخرج شيئا آخر فلما علم المسلمون بذلك حبسوا عنه الماء وأخذوا جميع تلك الآنية ودخل رجل من المسلمين ومعه قوس بندق إلى تلك الكنيسة التي رفعوا بين سقفيها مالهم فنظر إلى حمام فرماه ببندقه فأخطأه وأصاب شبحة خشب فكسرها وانهال عليهم المال فغل المسلمون يومئذ غلولا كثيرا فإن كان الرجل ليأخذ الهر فيذبحها ويرمي بما في جوفها ثم يحشوه مما غل ثم يخيط عليه ويرمي بها إلى الطريق ليتوهم من رآها أنها ميتة
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»