حسان بن النعمان ثم قدم حسان بن النعمان واليا على المغرب أمره عليها عبد الملك بن مروان في سنة ثلاث وسبعين فمضى في جيش كبير حتى نزل أطرابلس واجتمع إليه بها من كان خرج من أفريقية وأطرابلس فوجه على مقدمته محمد بن أبي بكير وهلال بن مروان اللواتي وزهير بن قيس ففتح البلاد وأصاب غنائم كثيرة وخرج إلى مدينة قرطاجنة وفيها الروم فلم يصب فيها إلا قليلا من ضعفائهم فانصرف وغزا الكاهنة وهي إذ ذاك ملكة البربر وقد غلبت على جل أفريقية فلقيها على نهر يسمى اليوم نهر البلاء فاقتتلوا قتالا شديدا فهزمته وقتلت من أصحابه وأسرت منهم ثمانين وجلا وأفلت حسان ونفذ من مكانه إلا أنطابلس فنزل قصورا من حيز برقة فسميت قصور حسان واستخلف على أفريقية أبا صالح وكانت أنطابلس ولوبية ومراقية إلى حد أجدابية من عمل حسان فأحسنت الكاهنة إسار من أسرته من أصحابه وأرسلتهم إلا رجلا منهم من بني عبس يقال له خالد بن يزيد فتبنته وأقام معها فبعث حسان إلى خالد رجال فأتاه فقال له إن حسان يقول لك ما يمنعك من الكتاب إلينا بخبر الكاهنة فكتب خالد بن يزيد إلى حسان كتابا جعله في خبزة ملة ثم
(٣٣٨)