فإني لم أزل اسمع أنه سيخرج رجل من قريش في هذا الوجه فيهلك فيه فقدم أفريقية فتبع آثار أبي المهاجر وضيق عليه وحدده ثم خرج إلى قتال البربر وهم خمسة آلاف رجل من أهل مصر وخرج بأبي المهاجر معه في الحديد فقتل وقتل أصحابه وقتل أبو المهاجر معهم وكان مقتل عقبة بن نافع وأصحابه كما حدثنا يحيى بن بكير عن الليث بن سعد في سنة ثلاث وستين قال ثم رجع إلى حديث عثمان وغيره قال ثم زحف ابن الكاهنة إلى القيروان يريد عمر بن علي وزهير بن قيس فقاتلاه قتالا شديدا فهزم ابن الكاهنة وقتل أصحابه وخرج عمر بن علي وزهير بن قيس إلى مصر بالجيش لاجتماع ملأ البربر وأقام ضعفاء أصحابهما ومن كان خرج معهما من موالي أفريقية بأطرابلس ويقال أن عبد العزيز بن مروان لما ولي مصر كتب إلى زهير بن قيس وزهير يومئذ ببرقة يأمره بغزو أفريقية فخرج في جمع كثير فلما دنا من قونية وبها عسكر كسيلة بن لمزم عبأ زهير لقتاله وخرج إليه فاقتتلا فقتل كسيلة ومن معه ثم انصرف زهير قافلا إلى برقة ويقال بل حسان بن النعمان الذي كان وجه زهير بن قيس والله أعلم وكان مقتل كسيلة كما حدثنا يحيى بن بكير عن الليث بن سعد في سنة أربع وستين
(٣٣٧)