فتوح مصر وأخبارها - القرشي المصري - الصفحة ٣٣٥
الإمام المظلوم وتقديمه إياه وقيامه بدمه وبذل مهجته وقد رددتك على عملك ويقال أن معاوية ليس هو الذي رد عقبة بن نافع ولكنه قدم على يزيد بن معاوية بعد موت أبيه فرده واليا على أفريقية وذلك أصح لأن معاوية توفي سنة ستين حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير عن الليث بن سعد قال توفي معاوية بن أبي سفيان سنة ستين مقتل عقبة بن نافع ثم رجع إلى حديث عثمان وغيره قال فخرج عقبة بن نافع سريعا بحنقه على أبي المهاجر حتى قدم أفريقية فأوثق أبا المهاجر في وثاق شديد وأساء عزله وغزا به معه إلى السوس وهو في حديد وأهل السوس بطن من البربر يقال لهم أنبية فجول في بلادهم لا يعرض له أحد ولا يقاتله فانصرف إلى أفريقية فلما دنا من ثغرها أمر أصحابه فافترقوا عنه وأذن لهم حتى بقي في قلة فأخذ على مكان يقال له تهوذة فعرض له كسيلة بن لمزم في جمع كثير من الروم والبربر وقد كان بلغه افتراق الناس عن عقبة فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل عقبة ومن كان معه وقتل أبو المهاجر وهو موثق في الحديد ثم سار كسيلة ومن معه حتى نزلوا الموضع الذي كان عقبة اختطه فأقام به وقهر من قرب منه باب قابس وما يليه وجعل يبعث أصحابه في كل وجه
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»