العثمانية - الجاحظ - الصفحة ٢٩٠
يا فاطمة، إن الله أمرني فأنكحتك أقدمهم سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما.
وما زوجتك إلا بأمر من السماء. أما علمت أنه أخي في الدنيا والآخرة؟!
وروى عثمان بن سعيد عن الحكم بن ظهير عن السدى، أن أبا بكر وعمر خطبا فاطمة عليها السلام فردهما رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: لم أومر بذلك.
فخطبها علي عليه السلام فزوجه إياها وقال لها: زوجتك أقدم الأمة إسلاما.
وذكر تمام الحديث.
قال: وقد روى هذا الخبر جماعة من الصحابة منهم أسماء بنت عميس، وأم أيمن وابن عباس، وجابر بن عبد الله.
قال: وقد روى محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبى رافع قال:
أتيت أبا ذر بالربذة أودعه، فلما أردت الانصراف قال لي ولا ناس معي: ستكون فتنة فاتقوا الله، وعليكم بالشيخ علي بن أبي طالب فاتبعوه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له: أنت أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين، وأنت أخي ووزيري وخير من أترك بعدي، تقضى ديني وتنجز موعودي.
قال: وقد روى ابن أبي شيبة عن عبد الله بن نمير عن العلاء بن صالح عن المنهال ابن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي قال:
سمعت علي بن أبي طالب يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها غيري إلا كذاب، ولقد صليت قبل الناس سبع سنين.
وروت معاذة بنت عبد الله العدوية قالت: سمعت عليا عليه السلام يخطب على منبر البصرة ويقول: أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم.
وروى حبة بن جوين العرني أنه سمع عليا عليه السلام يقول: أنا أول رجل
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»