أنت يا حسن؟ فقال: ما أقول؟ هو أول من صلى إلى القبلة، وأجاب دعوة الرسول، وإنه لعلى منزلة من ربه، وقرابة من رسوله، وقد سبقت له سوابق لا يستطيع ردها أحد. فغضب الحجاج غضبا شديدا وقام عن سريره فدخل بعض البيوت، وأمر بصرفنا.
قال الشعبي: وكنا جماعة ما منا إلا من نال من علي عليه السلام، مقاربة للحجاج، غير الحسن بن أبي الحسن رحمه الله.
وروى محرز بن هشام عن إبراهيم بن سلمة عن محمد بن عبيد الله قال: قال رجل للحسن مالنا لا نراك تثنى على على وتفر منه؟ قال: كيف وسيف الحجاج يقطر دما، إنه لأول من أسلم، وحسبكم بذلك.
قال: فهذه الأخبار، وأما الاشعار المروية فمعروفة كثيرة منتشرة.
فمنها قول عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب مجيبا للوليد بن عقبة بن أبي معيط:
وإن ولى الله بعد محمد * على وفى كل المواطن صاحبه وصى رسول الله حقا وصنوه * وأول من صلى ومن لان جانبه وقال خزيمة بن ثابت في هذا:
وصى رسول الله من دون أهله * وفارسه قد كان في سالف الزمن وأول من صلى الله من الناس كلهم * سوى خيرة النسوان والله ذو منن وقال أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس حين بويع أبو بكر:
ما كنت أحسب أن الامر منصرف * عن هاشم ثم منها عن أبي حسن أليس أول من صلى لقبلتهم * وأعلم الناس بالأحكام والسنن وقال أبو الأسود الدؤلي يهدد طلحة والزبير:
وإن عليا لكم مصحر * يماثله الأسد الأسود إما إنه أول العابدين * بمكة والله لا يعبد