فيضرب في إبله فإذا ألقحها انصرف فاستنتجها أربعا وثلاثين بكرة كالقرطيس. فاقتعد منها واحدة. وان ذلك الفحل اتى إبله كعادته. فلما انصرف تبعته البكرات. فركب التي اقتعد منهن وأتبعهن. وجعل يملا بيض النعام ماء ويدفنه في الرمل. فلم يزل في اثر البعير حتى هبط على أكثر بلاد الله نخلا وإبلا هجانا. فنودي انه لا سبيل لك إلى البكرات: انهن من بعيرنا. وقد أضربنا لك عن قعدتك. فرجع فجعل يستثير البيض فيشرب الماء حتى اتى أهله ووبار كانت منازل بنى أميم بن أوذ بن ارم بن سام بن نوح. هلكوا فغلب الجن عليها. وعبد الله بن أريقط العدوى حليف العاص ابن وائل السهمي دليل رسول الله صلى الله عليه ليلة الهجرة ورافع بن عميرة الطائي دليل خالد بن الوليد بن المغيرة من اليمامة إلى الشام حين كتب إليه أبو بكر رحمه الله بالمضي إلى الشام فظما الإبل وكعمها. فكانوا يفتظونها فيسقون ماء كروشها الخيل ويشربونه ويأكلون لحومها. وله يقول الشاعر:
لله در رافع ماذا رأى * فوز من قراقر إلى سوى