سهل ابن عدي فلم يزل سائرا حتى نزل على بالس وكان خالد قد فتحها صلحا فأقام عليها وسرح سهيل ابن عدي إلى الرقة فنزل على حصارها وكان عليها بطريق اسمه يوحنا وكان من قبل صاحب راس العين وكان قد استعد للحرب وعبى آلة الحصار فلما رآي أهل الرقة أن صاحبهم معول على الحصار اجتمع بعضهم ببعض وقالوا أي شيء أنتم بين أهل الشام وأهل العراق ولا مقام لكم بين يدي هؤلاء القوم قال فمشوا إلى عياض بن غنم بالصلح فرأى أن يقبل منهم فبعث إلى سهيل بن عدي أن يصالحهم على ما وقع عليه الاتفاق وارتحل عياض بن غنم عن بالس ونزل على الرقة البيضاء وفي ذلك قال سهيل بن عدي * وصادفنا الغزاة غداة سرنا * بجود الخيل والأسل الطوال * أخذنا الرقة البيضاء لما * رأتنا الشهب نلعب بالتلال * وأزعجت الجزيرة بعد خفض * وقد كانت تخوف بالزوال * سنقصد راس عين بعد عين * أجد بحملتي جيش الضلال * قصدك يا سهيل تبيد جيشا * وتقتل في البطارق لا تبالي * فنحن أولو التقية والمعالي * ونحن الصابرون لكل حال * صحابة أحمد خير الموالي * رقي العلياء والرتب العوالي * إلى رب السماء دنا علوا * وخاطبه شفاها بالمقال * ذكر فتح القلعتين زبا وزلوبيا قال الواقدي لما فتحت الرقة صلحا عول عياض بن غنم على المسير إلى رأس العين وكان يملك يومئذ الجزيرة ملك من ملوك الروم يقال شهر ياض بن فرون وكان جيشه مائة ألف وتحت يده وفي عمالة من العرب المتنصرة السلطان بن سارية التغلبي وهبيرة وهم ثلاثون ألفا من الأبطال وانهم لما اتصلت بهم الاخبار بفتح الرقة وان المسلمين قاصدون إليهم مع عياض بن غنم وخالد والمقداد أتو إلى الملك شهر ياض برأس العين وقالوا له اعلم أيها الملك ان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قد أتو ديارنا وقصدوا نحونا ونحن علينا الطلب أكثر منكم ومطلب القوم أننا ندخل في دينهم فاضرب خيامك بظاهر البلد واظهر بجيش حتى نلقاهم فاما لنا وأما علينا فأجابهم إلى ذلك وقال غير أني أخاف أن تنهزموا عني فأعطوا رهائن استوثق منهم ورتب آلة الحصار وأخرج الخزائن والأموال ورتب الحرس على الأسوار وزاد في عمق الخندق وعرضه وأرسل إلى جملين وكفرتوتا ودارا وماردين وحران والرها وتل مرزة والسن والموزر وأقام ينتظر عياض بن غنم
(٩٨)