عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٧٤٥
الاعتقاد سبب لملازمة الأعمال الدينية وملازمة الأعمال الدينية قد تكون دليلا على تيقن صحة الاعتقاد وقد يفعلها فاعلها تابعا لغيره غير عالم بشيء آخر وقد يفعلها تقية وعلامتها إذا كانت تابعة لتيقن صحة الاعتقاد ظهور الآثار الإلهية عليها وعدل سائر سيرة فاعلها من نفسه مع جميع المخلوقات وقال الحرية نعم العيش وقال القناعة باب الحرية وقال من قدر على العيش الكفاف بحسب ضروراته ثم ملك نفسه لغير رغبة في فضول العيش فهو أحمق الحمقاء وقال ما أقل ضرورات الإنسان لو انصف نفسه وقال اجتنب الألف بأهل الدنيا فأنهم يشغلونك إن وجدتهم ويحزنونك إن فقدتهم وقال أصحب عند ضجرك من تبعدك صحبته مما كنت فيه وقال فقد الخليل مؤذن بالرحيل وقال الحكيم إن أسأت إليه أو توهم أنك أسأت إليه وإن لم تسئ فقد تنتفع عنده بالتنصل إن كنت بريئا وبالاعتذار إن كنت مسيئا فأما الحقود فمتى أشعرت بأنه توهم منك إساءة عدم نفع أو مخالفة أمر فاحذره فإنه لا يزال في خاطره التدبير في أذيتك وقال الأصدقاء كنفس واحدة في أجساد متفرقة وقال الطبيب مدبر لبدن الإنسان من حيث هو مقارن لنفسه لا من حيث هو بدن إنسان بالقول المطلق وهذا التركيب من أشرف التراكيب فينبغي أن يكون معانيه من أشرف الناس وقال المال مغناطيس أنفس الجهلاء والعلم مغناطيس أنفس العقلاء وقال رأيت الجهلاء يعظمون أرباب الأموال مع تيقنهم أنهم لا ينيلونهم منه شيئا إلا ثمن متاع أو أجرة صناعة كما ينالونه من الفقراء وقال خير العلماء من ناسب علمه عقله وقال إذا أمكن الانقطاع عن الناس بأقل المقنعات فهو أفضل الأحوال وقال إذا كنت تشفق على مالك فلا تنفق شيئا منه إلا في المهم فأحرى أن تفعل ذلك في عمرك وقال الحكمة الاقتداء بالله تعالى وقال إنما يطلع الإنسان على عيوب نفسه من اطلاعه على عيوب الناس وقال إذا لزمت نفسك الخلق الجميل فكأنك أكرمتها غاية الكرامة وذلك أنك إذا لم تغضب مثلا والناس كلهم يغضبون فأنت أفضل الناس من هذا الوجه وقال بقدر ما لكل ذات من الكمال لها من اللذة بقدر ما في كل ذات من النقص فيها من الألم وقال أكثر من مطالعة سير الحكماء واقتد منها بما يمكن الاقتداء به في زمانك وقال قو نفسك على جسدك وقال أصلح كيفية الغذاء واقتصد في كميته وقال اكتف من غذاء الجسم بما يحفظ قواه وإياك والزيادة فيها واستكثر من غذاء النفس وقال غذاء النفس بالعلوم على التدريج فابتدئ بالسهل القليل وتدرج فإنها تشتاق حين تقوى وتعتاد إلى الصعب الكثير فإذا صار لها ملكة سهل عليها كل شيء قال المعدة القوية تهضم جميع ما يرد إليها من أنواع الأغذية والنفس الفاضلة تقبل جميع ما يرد عليها من العلوم وقال ما لم تطق التوحد فأنت مضطر إلى مصاحبة الناس وقال صاحب الناس بما يرضيهم ولا تطرح جانب الله تعالى وقال كتب بعضهم إلى شيخه يشكو تعذر أموره فكتب إليه إنك لن تنجو مما تكره حتى تصبر عن كثير مما تحب ولن تنال ما تحب حتى تصبر على كثير مما تكره والسلام وقال اشكر المحسن ومن لا يسيء واعذر الناس فيما يظهر منهم ولا تلمهم فلكل من الموجودات طبع خاص وقال استحسن للناس ما تستحسنه لنفسك واستقبح لنفسك ما تستقبحه
(٧٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 740 741 742 743 744 745 746 747 748 749 750 ... » »»