عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٧٤٤
وقال إن شئت المقام بين الناس مظلوما فاحترز منهم أو غير مظلوم فأظلمهم وأما الحال الوسطى فلا تطمع بها وقال الانقطاع أفضل أوقات الحياة وقال الانقطاع أفضل السير وقال الانقطاع نتيجة الحكمة وقال الإردباء يطلبون مع من يفنون نهارهم في الحديث واللهو والبطالة وأنهم متى خلوا بأنفسهم تألموا مما يجدونه في أنفسهم من الرداءة والأخيار على خلاف ذلك لأنهم يأنسون بأنفسهم وقال أصل كل بلية الرغبة في الدنيا وقال طالما يلبث الناس عن مصالحهم لتشبثهم بالدنيا ففاتتهم وقال عجبي لمن لا يعلم متى يموت ويعتقد سعادة وشقاء على أي حال كانت كيف يركن إلى الدنيا ويهمل المهم من أمره وقال ما أكثر الملتذين بالآمال من غير الشروع في بلوغها وقال الآمال أحلام اليقظان وقال لكل وقت أشغال كثيرة فليفعل فيه أهمها وقال كيف حال من يهمل مهماته في أوقاتها مؤملا أن ستأتي أوقات أخرى لها مدافعا من كل وقت إلى غيره إلى أن يموت مؤملا وقال ما دمت في حال تقدر على تدبير جسدك ورياضة نفسك بحسب استعدادهما غير مقتر ولا مسرف فلا تنتقل إلى غيره فإن لك محركا لو رمت السكون لما أمكنك وكم من متنقل إلى حال خالها أفضل ألفاها أخس وقال لا تعاد السعيد فضد السعيد الشقي وقال إن القى كل من عدوين همته على الآخر فأسعدهما جدا يقهر عدوه ولذلك أمر بإجماع الهمم عند طلب الأمور العظيمة لتقوم مقام الهمة الواحدة المعانة بالتأييد السماوي وقال احرص على اتخاذ الناس إخوانا وإياك وسهام الهمم فإنها صائبة وقال احذروا أذية العلماء فإنهم آل الله وقال ما ظلم ذو علم حقيقي إلا كشف الله ظلامته ونصره وخذل ظالمه قريبا وقال إن لله أحبابا يحرسهم بعينه التي لا تنام هم العلماء وقال العلماء هم السعداء على الحقيقة وقال سعداء الدنيا على اصطلاح الجمهور ما لم تصدر عنهم الخيرات فهم الأشرار وقال قد ينطق إنسان في وقت ما بالحكمة فإذا طلب من نفسه ذلك في وقت آخر لم يجده وقال من صاحب الجهال على جهالاتهم وجذبه حب الدنيا إلى الحضور في مجالسهم فناله شرهم فليسلم نفسه وقال أصلح الميزان ثم زن به وقال إذا صرت ذا عقل هيولاني صرت إنسانا بالفعل بقول مطلق وقال ثق بعلمك إذا لم يقدح فيه الاعتراض وقال نعم الرأي الواحد وقال نعم الرأي المتناسب وقال العمل في الرأي بحسب غاية تصدر به لا بحسب المصلحة المطلقة وقال نعم الرأي الحادث بين المستشير الصادق والمستشار الأمين العاقل وقال لا تثق إلا بمعتقد في شيء ما يرجوه ويخافه متيقن أنه لا حق إلا اعتقاده فأما الشاك فيما يعتقده أو من لا يعتقد شيئا البتة فلا تثق به ولا تتخذه صاحبا وذلك المعتقد المتيقن اعتقاده إن كان غير أهل ملتك فاحذره أيضا لأنه يعتقد فيك الكفر بمعتقده فيتخذك عدوا فيفعل بك فعل الأعداء وقال ثق بالدين من أهل دينك وقال تيقن أن صحة
(٧٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 739 740 741 742 743 744 745 746 747 748 749 ... » »»