عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٥٨٧
خامس شهر رمضان سنة ست وأربعين وست مائة ودفن بالقرافة وقال الشيخ عز الدين محمد بن حسن الغنوي الضرير الأربلي يرثيه (قضى أفضل الدنيا فلم يبق فاضل * وماتت بموت الخونج الفضائل) (فيا أيها الحبر الذي جاء أخرة * فحل لنا ما لم تحل الأوائل) (ومستنبط العلم الخفي بفكرة * بها اتضحت للسائلين المسائل) (وفاتح باب المشكلات بها لنا * فلم يسم لولاه لها المتطاول) (وحبرا إذا قيس البحار بعلمه * غدا علمه بحرا وتلك الجداول) (فليت المنايا عنه طاشت سهامها * وكانت أصيبت من سواه المقاتل) (أتدري بمن قد صار حامل نعشه * عداه أحبوه ومن هو حامل) (ومات فريدا في الزمان وأهله * وبحر علوم ماله الدهر ساحل) (فإن غيبوه في الثرى عن عيوننا * فما علمه خاف ولا الذكر خامل) (وإن أفلت شمس المعالي بموته * فما علمه عن طالب العلم زائل) (وما كنت أدري أن للشمس في الثرى * أفولا وأن البدر في الترب نازل) (إلا أن رأيناه وقد حل قبره * قضينا بأن البدر في اللحد حاصل) الطويل ولأفضل الدين الخونجي من الكتب شرح ما قاله الرئيس ابن سينا في النبض مقالة في الخدور والوروم كتاب الجمل في علم المنطق كتاب كشف الأسرار في علم المنطق كتاب الموجز في المنطق كتاب أدوار الحميات أبو سليمان داود بن أبي المنى بن أبي فانة كان طبيبا نصرانيا بمصر في زمن الخلفاء وكان حظيا عندهم فاضلا في الصناعة الطبية خبيرا بعلمها وعملها متميزا في العلوم وكان من أهل القدس ثم انتقل إلى الديار المصرية وكانت له معرفة بالغة بأحكام النجوم حدثني الحكيم رشيد الدين أبو حليقة بن الفارس بن أبي سليمان المذكور قال سمعت الأمير مجد الدين أخا الفقيه عيسى وهو يحدث السلطان الملك الكامل بشر مساح عند حضوره إليه بعد وفاة الملك العادل ونزول الفرنج على ثغر دمياط من أحوال جدي أبي سليمان داود ما هذا نصه قال كان الحكيم أبو سليمان في زمن الخلفاء وكان له خمسة أولاد فلما وصل الملك ماري إلى الديار المصرية أعجبه طبه فطلبه من الخليفة بها ونقله هو وأولاده الخمسة إلى البيت المقدس ونشأ
(٥٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 582 583 584 585 586 587 588 589 590 591 592 ... » »»