عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٥٧٦
(لله في هذا الأنام لطائف * خفيت عليهم أنت من آياتها) (ولكل عافية عفت وقت فان * عدت المريض فأنت من أوقاتها) (فاسلم ليسلم من تعلله فقد * صحت بك الدنيا على علاتها) ونقلت أيضا من خطه مما نظمه فيه وقد عالجه من بعض الأمراض العظيمة الخطر فكتب إليه (أواصل شكرا لست عنه بلاهي * سفيرا غدا بيني وبين إلهي) (أعاد بإذن الله روحي ولم أكد * أعود إلى هذا الوجود ولاهي) (هو السيد القاضي السديد الذي به * أفاخر أرباب العلا وأباهي) (فلولا التناهي في البرايا لقلت ما * لآماده في المكرمات تناهي) (تنير له المشكلات بصيرة * تريه خفايا الغائبات كما هي) (زمام العوافي والسقام بكفه * له آمر في الفرقتين وناهي) (لك الله يا عبد الإله فكمرزهت * ببهجتك الدنيا ولست بزاهي) (تجل عن الماء الزلال وجل أن * يقاس هواء منعش بمياه) الطويل وتوفي الشيخ السديد رحمه الله بالقاهرة في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ابن جميع هو الشيخ الموفق شمس الرياسة أبو العشائر هبة الله بن زين بن حسن بن افرائيم بن يعقوب بن إسماعيل بن جميع الإسرائيلي من الأطباء المشهورين والعلماء المذكورين والأكابر المتعينين وكان متفننا في العلوم جيد المعرفة بها كثير الاجتهاد في صناعة الطب حسن المعالجة جيد التصنيف وقرأ صناعة الطب على الشيخ الموفق أبي نصر عدنان بن العين زربي ولزمه مدة وكان مولد ابن جميع ومنشؤه بفسطاط مصر وخدم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وحظي في أيامه وكان رفيع المنزلة عنده عالي القدر نافذ الأمر يعتمد عليه في صناعة الطب وركب له الترياق الكبير الفاروق وكان لابن جميع مجلس عام للذين يشتغلون عليه بصناعة الطب وذكر أنه كان كثير التحصيل في صناعة الطب متصرفا في علمها فاضلا في أعمالها أقول ومما يؤيد ذلك ما نجده في مصنفاته فإنها جيدة التأليف كثيرة الفوائد منتخبة العلاج وكان له نظر في العربية وتحقيق للألفاظ اللغوية وكان لا يقرأ إلا وكتاب الصحاح للجوهري حاضر بين يديه ولا تمر كلمة لغة لم يعرفها حق المعرفة إلا ويكشفها منه ويعتمد
(٥٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 ... » »»