الأولى أن يكون تام الخلق صحيح الأعضاء حسن الذكاء جيد الروية عاقلا ذكورا خير الطبع الثانية أن يكون حسن الملبس طيب الرائحة نظيف البدن والثوب الثالثة أن يكون كتوما لأسرار المرضى لا يبوح بشيء من أمراضهم الرابعة أن تكون رغبته في إبراء المرضى أكثر من رغبته فيما يلتمسه من الأجرة ورغبته في علاج الفقراء أكثر من رغبته في علاج الأغنياء الخامسة أن يكون حريصا على التعليم والمبالغة في منافع الناس السادسة أن يكون سليم القلب عفيف النظر صادق اللهجة لا يخطر بباله شيء من أمور النساء والأموال التي شاهدها في منازل الأعلاء فضلا عن أن يتعرض إلى شيء منها السابعة أن يكون مأمونا ثقة على الأرواح والأموال لا يصف دواء قتالا ولا يعلمه ولا دواء يسقط الأجنة يعالج عدوه بنية صادقة كما يعالج حبيبه وقال المعلم لصناعة الطب هو الذي اجتمعت فيه الخصال بعد استكماله صناعة الطب والمتعلم هو الذي فراسته تدل على أنه ذو طبع خير ونفس ذكية وأن يكون حريصا على التعليم ذكيا ذكورا لما قد تعمله وقال البدن السليم من العيوب هو البدن الصحيح الذي كل واحد من أعضائه باق على فضيلته أعني أن يكون يفعل فعله الخاص على ما ينبغي وقال تعرف العيوب هو أن تنظر إلى هيئة الأعضاء والسحنة والمزاج وملمس البشرة وتتفقد أفعال الأعضاء الباطنة والظاهرة مثل أن تنادي به من بعيد فتعتبر بذلك حال سمعه وأن تعتبر بصره بنظر الأشياء البعيدة والقريبة ولسانه بجودة الكلام وقوته بشيل الثقل والمسك والضبط والمشي وإنحاء ذلك مثل أن تنظر مشيه مقبلا ومدبرا ويؤمر بالاستلقاء على ظهره ممدود اليدين قد نصب رجليه وصفهما وتعتبر بذلك حال أحشائه وتتعرف حال مزاج قلبه بالنبض وبالأخلاق ومزاج كبده بالبول وحال الأخلاط وتعتبر عقله بأن يسأل عن أشياء وفهمه وطاعته بأن يؤمر بأشياء وأخلاقه إلى ما تميل بأن تعتبر كل واحد منها بما يحركه أو يسكنه وعلى هذا المثال أجر الحال في تفقد كل واحد من الأعضاء والأخلاق أما فيما يمكن ظهوره للحس فلا تقنع فيه حتى تشاهده بالحس وأما فيما يتعرف بالاستدلال فاستدل عليه بالعلامات الخاصة وأما فيما يتعرف بالمسألة فابحث عنه بالمسألة حتى تعتبر كل واحد من العيوب فتعرف هل هو عيب حاضر أو كان أو متوقع أم الحال حال صحة وسلامة ومن كلامه قال إذا دعيت إلى مريض فأعطه ما لا يضره إلى أن تعرف علته فتعالجها عند ذلك ومعنى معرفة المرض هو أن تعرف من أي خلط حدث أولا ثم تعرف بعد ذلك في أي عضو هو وعند ذلك تعالجه
(٥٦٥)