عدد من أنفذ إليه سبعين غلاما أزمة وغيرها فلما ورد عليه معهم رسول من قبل الحاجب قال غالب أي شيء أعمل بهؤلاء وركب من وقته إلى الموفق فقال هؤلاء يستغرقون مال ضيعتي مع رزقي فضحك الموفق وتقدم إلى إسماعيل زيادة في إقطاعه الحرسيات وكانت ضياعا جليلة تغل سبعة آلاف دينار وأجرها له بخمسين ألف درهم في السنة وبعد الموفق طلحة خدم لولده المعتضد بالله أبي العباس أحمد وكان مكينا عنده حظيا في أيامه وكان المعتضد يحسن الظن به ويعتمد على مداواته قال ثابت بن سنان بن ثابت أن غالبا الطبيب توفي مع المعتضد بالله بآمد وكان كبيرا عنده وكان سعيد بن غالب مع المعتضد بالله بآمد وكان يأنس إليه ويقدمه على جميع المتطببين واتصل الخبر بوفاة غالب بالمعتضد قبل وقوف سعيد ابنه على ذلك فلما دخل سعيد عليه ابتدأه المعتضد وعزاه وقال له يا سعيد طول البقاء لك لما تم عليك فانصرف سعيد إلى مضربه كئيبا حزينا فأتبعه المعتضد بخفيف السمرقندي وبنان الرصاصي وبسرخاب الكسوة وكانوا أجل خدم السلطان وجلسوا معه طويلا وعرف الخبر فلم يبق أحد من أهل الدولة إلا صار إلى سعيد بن غالب وعزاه بأبيه من الوزير القاسم بن عبيد الله ومؤنس الخادم ومن بعدهما من الأستاذين والأمراء والقواد والأولياء على طبقاتهم ثم أنفذ إليه المعتضد وقت الظهر بجون طعام وتقدم إليه أن لا يبرح أو يطعمه ويطعم دانيل كاتب مؤنس وسعدون كاتب يأنس وكانا صهريه على أختيه ففعل ذلك ولم يزل يحضره في كل يوم ويشاغله بالحديث ويصرفه ويتبعه بجون الطعام مدة سبعة أيام ورد إليه ما كان إلى أبيه من أمر الجراية والتلامذة وأقر في يده إقطاعاته وضياعه ولم يزل ذلك له ولولده إلى آخر عمره أبو عثمان سعيد بن غالب كان طبيبا عارفا حسن المداواة مشهورا في صناعة الطب خدم المعتضد بالله وحظي عنده وكان كثير الإحسان إليه والإنعام عليه وتوفي أبو عثمان سعيد بن غالب في يوم الأحد لست بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثمائة ببغداد عبدوس كان طبيبا مشهورا ببغداد حسن المعالجة جيد التدبير ويعرف كثيرا من الأدوية المركبة وله تجارب حميدة وتصرفات بليغة في صناعة الطب قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في
(٣١٢)