فلان بن فلان من بشت نيسابور فلم أفعل كذلك بل ذكرت بشت نيسابور ومن ينسب إليه، وذكرت بعد ذلك بشت باذغيس ومن ينسب إليه، ولم أخلط أحدهما بالآخر. وربما ذكر الجهات المنسوب إليها أولا متتابعة ثم يقول بعد الأخير منها: وينسب إليها فلان وفلان فمن لا يعرف الرجال ونسبتهم يظن جميع المذكورين من المنسوب إليه أخيرا وليس كذلك إنما منهم من هو من المنسوب إليه أولا ومنهم من هو من المنسوب إليه ثانيا، وأخيرا فألحقت أنا كل منسوب بما ينسب إليه فصار ظاهرا معلوما.
السادس: قد ذكر في كثير من التراجم بعض من ينسب إليها ثم ذكر بعد ذلك الشخص المذكور عدة أشخاص ثم أعاد ذكر الأول وربما زاد في نسبه أو في بعض أحواله أو نقص من ذلك، وربما ذكره في الترجمة الواحدة ثلاث مرات، فلا أدري أعلم أن الجميع واحد وأعاد ذكره فهو قبيح في التصنيف أو ظنهما اثنين وثلاثة فهذا خطأ فاحش، فلم أفعل كفعله وأبين الخطأ فيه لئلا يكثر الرد عليه ولظهوره ما أظنه يخفى وقد نبهت عليه في مواضع يسيرة وأشرت إليها. مثال ذلك ذو النون المصري قد ذكره في الإخميمي في موضعين وخالف بينهما في بعض الأشياء المذكورة من أحواله. وقد ذكر أيضا أبا ثعلبة الخشني في ترجمة الخشني في ثلاثة مواضع، وكذلك أيضا ذكر في هذه الترجمة محمد بن بشر في موضعين فلا أعلم سبب ذلك، على أن غالب ظني فيه رحمه الله تعالى، أنه لم يشتبه عليه ولعله قد عاجلته منيته قبل تهذيب الكتاب وإعادة النظر في على وجه الاعتبار والاصطلاح.
السابع: إذا ذكر النسب إلى بطن من قبيلة ولم يصل نسب البطن إلى القبيلة التي هو منها رفعت النسب حتى ألحقه بالقبيلة كالسكوني من كندة وغير ذلك.