بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، ثم جعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتناصروا، وبطونا وفصائل ليتآلفوا ويتظاهروا، فتارة يتناسبون بالآباء والأجداد، وطورا بالصناعات والبلاد، ذلك من فضل الله والله ذو الفضل العظيم. والصلاة والسلام على رسوله محمد سيد العرب والعجم، المرسل إلى كافة الأمم وعلى آله وأصحابه وسلم.
أما بعد: فإني رأيت العلم بالأنساب دائرا والجهل به ظاهرا، وهو مما يحتاج طالب العلم إليه ويضطر الراغب في الأدب والفضل إلى التعويل عليه.
وكثيرا ما رأيت نسبا إلى قبيلة أو بطن أو جد أو بلد أو صناعة أو مذهب أو غير ذلك وأكثرها مجهول عند العامة غير معلوم عند الخاصة فيقع في كثير منه التصحيف ويكثر الغلط والتحريف. وكانت نفسي تنازعني إلى أن أجمع في هذا كتابا حاويا لهذه الأنساب جامعا لما فيها من المعارف والآداب فكان العجز عنه يمنعني والجهل بكثير منه يصدني، ومع هذا فأنا ملازم الرغبة فيه معرض عما يباينه وينافيه، كثير البحث عنه والاقتباس منه.
فبينما أنا أحوم على هذا المطلب ثم أجبن عن ملابسته وأقدم عليه ثم أحجم عن ممارسته إذ ظفرت بكتاب مجموع فيه قد صنفه الإمام الحافظ تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني المروزي رضي الله عنه