إلى غير ذلك مما ذكرته. وقد سميته اسما يناسب معناه وهو " كتاب اللباب في تهذيب الأنساب ".
فصل في ذكر مناقب أبي سعد ونسبه نذكر في هذا الفصل نسبه وطرفا من محاسنه ومناقبه وحرصه على طلب العلم وتعبه فيه فنقول: هو تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن أبي بكر محمد بن أبي المظفر المنصور بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد الله المروزي السمعاني التميمي:
نسب كأن عليه من شمس الضحى نورا ومن فلق الصباح عمودا وسمعان الذي نسب إليه هو بطن من بني تميم، قاله أبو سعد. وهو من بيت علم اجتمع لهم رئاسة الدنيا والدين ونالوا منهما الحظ الوافر الذي لم ينله غيرهم. فأما أبوه أبو بكر محمد فكان فقيها شافعيا إماما فاضلا مناظرا محدثا حافظا وله الإملاء الذي لم يسبق إلى مثله، تكلم عن الأسانيد والمتون، وأظهر من مشكلاتها كل مكنون، وهي كثيرة الفوائد. وله عدة تصانيف غيرها، وله شعر حسن إلا أنه غسله قبل موته. وكانت ولادته سنة ست وستين وأربعمائة ومات ثالث صفر سنة عشر وخمسمائة وله أربع وأربعون سنة.
أما جده أبو المظفر المنصور بن محمد فكان إمام عصره بلا مدافعة أقر له بذلك الموافق والمخالف، كان أولا من أعيان الفقهاء الحنفية وأئمتهم فاتفق أنه حج سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وظهر له بالحجاز ما اقتضى انتقاله إلى مذهب الشافعي. فلما عاد من الحجاز إلى مرو لقي بسبب انتقاله محنا وتعصبا شديدا، وانتصب له من نازعه وآذاه، فصبر على ذلك، فرد الله عنه كيد مخالفيه وخصومه. وصار إماما للشافعية مدرسا مفتيا. وصنف