مدافع عن صدق ومعرفة وكثرة سماع لأجزاء وكتب مصنفة، والله يبقيه لنشر السنة ويوفقه لأعمال أهل الجنة، وتوفي أبو سعد بمرو في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمسمائة رحمه الله تعالى.
فهذا القدر كاف في الدلالة على فضله وغزارة علمه وشدة تعبه في طلب العلم ونصبه في الإكثار منه.
ولنشرع الآن فيما نحن بصدده من الكتاب والله الموفق للصواب بمنه وكرمه. ومن العجب أن أبا الفرج ابن الجوزي الواعظ البغدادي رحمه الله تعالى ذكره في تاريخه فقال: كان يأخذ الشيخ ببغداد ويعبر به نهر عيسى فيسمع عليه ويقول: حدثني فلان بما وراء النهر ليدلس بذلك وذمه بهذا، فكيف يقول هذه الأقوال وأبو سعد ليست به حاجة إلى فعل هذا التدليس البارد وقد رحل إلى ما وراء النهر حقيقة وسمع ببلاده وإنما إذا قيل هذا عن أبي الفرج كان صحيحا لأنه لم يفارق بغداد ولا تعداها فكان يضطر إلى التدليس:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه * فالناس أعداء له وخصوم كضرائر الحسناء قلن وجهها * حسدا وبغيا إنه لدميم