أغازل فيه شادنا أو غزالة، وأشرب فيه مشرق اللون أحمرا دير قنسري: على شاطئ الفرات من الجانب الشرقي في نواحي الجزيرة وديار مضر مقابل جرباس، وجرباس شامية، وبين هذا الدير ومنبج أربعة فراسخ، وبينه وبين سروج سبعة فراسخ، فهو دير كبير كان فيه أيام عمارته ثلاثمائة وسبعون راهبا، ووجد في هيكله مكتوبا:
أيا دير قنسري كفى بك نزهة لمن كان بالدنيا يلذ ويطرب فلا زلت معمورا ولا زلت آهلا، ولا زلت مخضرا تزار وتعجب دير قوطا: بالبردان من نواحي بغداد على شاطئ دجلة بين البردان وبغداد، وهو نزه كثير البساتين والمزارع، وفيه يقول عبد الله بن العباس بن الفضل ابن الربيع:
يا دير قوطا لقد هيجت لي طربا أزاح عن قلبي الأحزان والكربا كم ليلة فيك واصلت السرور بها لما وصلت به الأدوار والنخبا في فتية بذلوا في القصف ما ملكوا وأنفقوا في التصابي العرض والنشبا وشادن ما رأت عيني له شبها في الناس لا عجما منهم ولا عربا إذا بدا مقبلا ناديت وا طربا، وإن مضى معرضا ناديت وا حربا أقمت بالدير حتى صار لي وطنا من أجله ولبست المسح والصلبا وصار شماسه لي صاحبا وأخا، وصار قسيسه في والدا وأبا دير القيارة: وهو لليعقوبية على أربعة فراسخ من الموصل في الجانب الغربي من أعمال الحديثة مشرف على دجلة وتحته عين القار، وهي عين تفور بماء حار وتصب في دجلة، وقد ذكرناها سابقا في الحمامات، ويخرج معه القار، فما دام القير في مائه فهو لين ممتد، فإذا فارق الماء وبرد جف، وهناك قوم يجمعون هذا القير ويغرقونه من مائه بالقفاف ويطرحونه على الأرض، ولهم قدور حديد مركبة على مستوقدات فيطرح القير في القدور وينحل له ويطرح عليه بمقدار يعرفونه ويوقد تحته حتى يذوب ويختلط بالرمل، وهم يحر كونه تحريكا فإذا بلغ حد استحكامه صب على وجه الأرض، ويقصدون هذا الموضع للتنزه والشرب، ويستحمون من ذلك الماء الذي يخرج مع القار لأنه يقوم مقام الحمامات في قلع البثور وغيرها من الأدواء، وله قائم، وكل دير لليعقوبية والملكانية فعنده قائم، وذيارات النسطورية لا قائم لها.
دير كاذي: بخراسان.
دير قيس: في كتاب الشام: خالد بن سعيد بن محمد ابن أبي عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ذكره وأباه ابن أبي العجائز في تسمية من كان بالغوطة من بني أمية وأنهما كانا يسكنان دير قيس من خولان.
دير كردشير: هو في المفارة التي بين الري وقم، ذكره مسعر في رسالته، وهو حصن عظيم عادي هائل البناء له أبرجة مفرطة الكبر والعلو وسوره عال مبني بالآجر الكبار وداخله أبنية وآزاج وعقود، ويكون تقدير صحنه جريبين مساحة وأكثر، وعلى بعض أساطينه مكتوب: تقوم الآجرة من آجر هذا