معجم البلدان - الحموي - ج ٢ - الصفحة ٥٣٤
سقت دنيا دمشق لنصطفيها، وليس نريد غير دمشق دنيا تفيض جداول البلور فيها خلال حدائق ينبتن وشيا مظللة فواكهها بأبهى ال‍ مناظر في نواضرها وأهيا فمن تفاحة لم تعد خدا، ومن رمانة لم تخط ثديا وله فيه:
متى الا رحل محطوطه وعير الشوق مربوطه بأعلى دير مران فداريا إلى الغوطه فشطي بردى في جنب بسط الروض مبسوطه رباع تهبط الأنهار منها خير مهبوطه وروض أحسنت تكتيبه المزن وتنقيطه ومد الورد والآس لنا فيه فساطيطه ووالى طيره ترجيعه فيه وتمطيطه محل لا ونت فيه مزاد المزن معطوطه قال الطبراني: حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال: سمعت أبا مسهر يقول: كان يزيد بن معاوية بدير مران فأصاب المسلمين سباء وقتل بأرض الروم فقال يزيد:
وما أبالي بما لاقت جموعهم بالغد قدونة من حمى ومن موم إذا اتكأت على الأنماط مرتفقا بدير مران عندي أم كلثوم وأم كلثوم هي بنت عبد الله بن عامر بن كريز زوجته، فبلغ معاوية ذلك فقال: لا جرم ليلحقن بهم ويصيبه ما أصابهم وإلا خلعته، فتهيأ للرحيل وكتب إليه:
تجنى لا تزال تعد ذنبا لتقطع حبل وصلك من حبالي فيوشك أن يريحك من بلائي نزولي في المهالك وارتحالي ودير مران أيضا: على الجبل المشرف على كفر طاب قرب المعرة يزعمون أن فيه قبر عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، وهو مشهور بذلك يزار إلى الآن.
دير مرتوما: هذا الدير بميافارقين على فرسخين منها على جبل عال له عيد يجتمع الناس إليه، وهو مقصود لذلك وتنذر له النذور وتحمل إليه من كل موضع ويقصده أهل البطالة والخلاعة، وتحته برك يجتمع فيها ماء الأمطار، ومرتوما شاهد فيه تزعم النصارى أن له ألف سنة وزيادة، وأنه شاهد المسيح، عليه السلام، وهو في خزانة خشب له أبواب تفتح أيام أعيادهم فيظهر منه نصفه الأعلى، وهو ظاهر قائم وأنفه وشفته مقطوعان، وذلك أن امرأة احتالت به حتى قطعت أنفه وشفته ومضت بهما فبنت عليهما دارا في البرية في طريق تكريت، قاله الشابشتي.
دير مرجرجس: بالمزرفة، بينه وبين بغداد أربعة فراسخ مصعدا، والمزرفة: قرية كبيرة
(٥٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 ... » »»