أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ١ - الصفحة ٣٦٥
رأيت تغيرت الجذوع علي؛ فقلت لصاحبه: وهو كما قال؟ قال: نعم؛ قلت: فهو فيما لم ير بالخيار؛ فقال لي بالفارسية: اذهب إلى عملك ثم وليت القضاء بعد أيام فكان هو وصاحبه أول من تقدم إلى فجعل صاحبه يقص قصته وجعل صاحبه يتأملني؛ فقال لصاحبه: أما إذا كان هذا فقد عرفت قضاءه قم بنا؛ قال إياس: فهو لم يرض بالقضاء إلا وهو عاقل.
((ذكائة إياس مع مدع)) أخبرنا حماد بن إسحاق عن أبيه؛ قال: أتاه دهقان ينازع فتكلم؛ فقال إياس: اسكت أخبرك ما تريد أن تقول؛ فسكت؛ فقال إياس: تريد أن تقول: كذا وكذا؛ فقال الدهقان: لا تتكلم وبدا الدهقان؛ فتكلم؛ فقال إياس: أخبرك ما تريد أن تقول؛ تريد أن تقول: كذا وكذا فلما كانت الثالثة قال له الدهقان بالفارسية: أخبرني عنك أقاض أنت أم عراف؟
((بعض خواص الديكة)) قال: مر إياس بيدك ينقر الحب ولا يقرقر فقال ينبغي أن يكون هذا هرما؛ فإن الهرم إذا ألقى له الحب لم يقرقر ليجتمع إليه الدجاج والشاب إذا ألقى إليه الحب قرقر واجتمعت إليه الدجاج.
((نادرة في الذكائة)) قال: ونظر إياس يوما إلى رجل متأبط شيئا فقال: معه سكر وقد ولد له غلام فاتبعه رجل فسأله فوجده كما قال؛ قيل له: ومن أين علمت؟ قال: رأيت الذباب قد أطاف به فقلت معه سكر ورأيته نشيطا مرحا فقلت ولد له غلام.
قال: ورأى جارية في المسجد على يديها طبق مغطى بمنديل فقال: في طبقها جراد فكان كما قيل: فسئل فقال: رأيته خفيفا على يديها.
ونظر إلى جنازة رجل؛ فقال: صاحبكم حي فوضعوا الجنازة فعض
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»