((نادرة من ذكائة إياس)) أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان؛ قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ؛ قال: حدثنا الحارث بن مرة الحنفي؛ قال: كان خالد بن عبد الله يستثقل إياس ابن معاوية ويمقت إذكانه فلما بنى قصره الذي أسفل واسط على دجلة؛ خرج إليه ومعه الناس وقد فرغ منه وفرش صحنه بالآجر فرأى في الفرش آجرة ناتئة عن الفرش وعليها شبه الدسم؛ فقال: لو كان إياس حاضرا لقال في هذه الآجرة؛ قالوا: فإنه حاضر؛ قال: فعلى به؛ فجاء؛ فقال له: ما بال هذه الآجرة هكذا؟ قال: ينبغي أن يكون تحتها حية؛ قال: وكيف؟ قال: لأنه لم يكن يعمل لك مثل هذه وهذا حادث فيها وليس في الهوام ما يكون تحتها فيرفعها أقوى من الحية وهذا الدسم نفخها فدعا خالد بفأس وأعجلهم به ورجا أن لا يكون كما قال وفقلعها؛ فإذا تحتها حية مطوقة.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان عن الحارث بن مرة الحنفي؛ قال: تقدم إلى إياس بن معاوية رجلان وهو على القضاء وكان معهما غلام؛ فقال له: إني أتأمل هذا الغلام منذ قعدتما؛ فأقول أحيانا: إنه من أهل الأهواز وأحيانا أقول: من أهل إصطخر؛ فقال: إنه ولد بهذه ونشأ بهذه.
((قصة لإياس في مبيع لم يره المشتري)) قال الحارث بن مرة الحنفي؛ قال إياس بن معاوية: مررت بالكلأ؛ فرأيت رجلين يتنازعان؛ فقال أحدهما لصاحبه: أترضى بصاحب الحمار؟ فقال أحدهم: اشتريت من هذا زوا من جذوع فلما انتقيت منها الذي