حدثني إبراهيم بن أبي عثمان عن بعض الكوفيين؛ قال: شكا رجل إلى قوم؛ فقال: إني كنت ببلد بعيد فتركت به حملا فولد لي غلام وصار رجلا وبلغني أنه قد قدم وليس يعرفني ولا أعرفه فلست أدرى كيف أطلبه فقالوا له: إن كان لك عند أحد فرج فعند إياس بن معاوية فأتاه فأخبره قصته؛ فقال له: الزمنا ههنا فلزمه أياما فقعد في حلقته في المسجد الجامع بالبصرة فلما كان ذات يوم التفت إياس فقال: الرجل ههنا؟ قيل: نعم؛ قال: قم إلى هذا الذي دخل من باب المسجد فإنه ابنك فقام فالتقيا في بعض المسجد فتواقفا يتساءلان ثم اعتنقا وأقبلا إلى الحلقة فجلسا؛ فقال إياس: هو ابنك؟ فقال: نعم؛ فقال القوم: يا أبا واثلة: إنا لنتأمله فلا نرى فيه شبهه؛ قال: أجل ما أبعد شبهه قالوا: فكيف علمت أنه ابنه؟ قال هو أشبه الناس به طلعة حين طلع ظننته هو حتى رأيته في الحلقة فعلمت أنه شبهه بطلعته.
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن خلاد بن يزيد وغيره أن إياس بن معاوية أتى المدينة فصلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث في مقعده فنظر إليه أهل الحلقة فزكنوه حتى صاروا فرقتين فرقة تزعم أنه مسلم وفرقة تزعم أنه قاض فوجهوا إليه رجلا فجلس إليه يحادثه شيئا ثم أخبره خبر القوم وما صاروا إليه من الظن به؛ فقال قد أصاب الذين ذكروا أنني قاض ورويدا أخبرك عن القوم أما الذي من صفته كذا فهو كذا وأما الذي يليه فهو كذا قلم يخطئ في واحد