ويبث خواصه في الآفاق. وهذا ما يضع في الحلق أكثر من شجى ويلوث العين بما هو أدهى من القذى، ولولا نشاط العلامة الأستاذ الشيخ محمد هادي الأميني الذي ما فتئ يبذله في وصف مخطوطات بعض المكتبات العامة والخاصة في النجف. لآمنت بأن العقوق إنما هو سيد الخصال في مدينة كالنجف لا أتمنى لها إلا الازدهار على الصعيد الثقافي. فلقد عرفت الأستاذ الأميني أخا صبر، وقرين مثابرة، عندما أراد أن يبشر الدنيا بما في النجف من تراث فكري لا يزال مخطوطا، فهو بعد أن ألمع إلى نوادر المخطوطات في مكتبة آية الله الحكيم العامة (في فهرس طبع بالنجف سنة 1962) - الحلقة الأولى -. اندفع، ورائده الخدمة المكتبية، إلى وصف مخطوطات مكتبة آية الله السيد محمد البغدادي في كتاب طبع بالنجف. أيضا سنة 1964، وها هو ذا، اليوم، يطلع على الفكر العربي بالأثر الرائع الثالث: (معجم المطبوعات النجفية) الذي هتك فيه جميع الأقنعة عن مطبوعات ثمينة دارت مع الفقه، والتفسير، والحديث والمواعظ، والعقائد، والمقاتل، والأنساب، والرجال، والتاريخ واللغة، والأدب، والفلك، والطب، والأدعية، والفلسفة، والأخلاق، والكلام، والنحو، والشعر، والبلاغة، والرياضيات، بعد أن قرأنا له من قبل (معجم رجال الفكر والأدب في النجف
(١٢)