الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ١٠ - الصفحة ٢١٣
قرء الكافي على مؤلفه الكليني الذي توفى (329) فيقتضى ذلك أن تكون ولادته حدود (300) وبقى إلى أن أدركه النجاشي الذي ولد (372) وترجمه في رجاله (ص 53) قال رأيته بالكوفة وهو مجاور (1) وكان يروى كتاب الكليني عنه، وكان في هذا الوقت غلوا (2) فلم أسمع منه شيئا. له كتاب " الرد على الغلاة " وكتاب " نفى السهو عن النبي صلى الله عليه وآله " وله كتاب " عدد الأئمة ".
(589: الرد على الغلاة) لأبي سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت الحاضر عند وفاة العسكري (ع) ذكره النجاشي (ص 23).
(590: الرد على الغلاة) لأبي محمد الحسن بن موسى النوبختي المبرز على نظرائه قبل الثلثمائة وبعدها ذكره النجاشي (ص 47).

(1) المجاور يطلق على المقيم في الأماكن المشرفة فيقال مجاور مكة المعظمة، مجاور المدينة المنورة، والمراد هنا مجاور الغري السرى بظهر الكوفة ومراده انه لم يكن زائرا للنجف بل كان مقيما بها.
(2) أقول في نسخ النجاشي غلوا بالغين المعجمة يعنى انه كان من الغلاة وكونه مؤلف كتاب " الرد على الغلاة " ينافي كونه من الغلاة فلذا كتب الميرزا أبو الفضل بن الميرزا أبى القاسم الكلانتري على هامش نسخته من " النجاشي " في هذا الموضع كما رأيته بخطه ونقلته عنه على نسختي ان مراده من الغلو هو ما يزعمه القميون من اعتقاد نفى السهو الذي ألف فيه كتابا مستقلا وصرح بأنه في هذا الوقت كان غلوا ولم يكن من أول أمره من الغلاة فلا بنا في تأليفه في الرد على الغلاة أولا ولكونه غاليا في الوقت بهذا المعنى ترك النجاشي السماع منه بتاتا (أقول) يرتفع بهذا التوجيه التهاقف بين كونه غاليا وتأليفه في رد الغلاة، ولكن يبقى اشكال على النجاشي بأنه لو كان اعتقاد نفى السهو منشأ لترك السماع عن معتقده فيقتضى ان يترك النجاشي جميع كتب الشيخ الصدوق ابن بابويه القمي لان رسالته في نفى السهو ورد الشيخ المفيد له من المتواترات والذي اختلج ببالي في حل هذه المعضلة ان غلوا بالغين المعجمة في نسخ النجاشي من تصحيف النساخ وانه بالعين المهملة، وان ابن بكران كان عالي السن في الوقت الذي أدركه النجاشي قد استولى عليه ضعف القوى وسلط عليه النسيان ولم يكن يومئذ حافظا ضابطا للأحاديث كما هو حقه وكان النجاشي شديد الاحتياط في تحمل الأحاديث ولذا ترك السماع عن هذا الرجل الضعيف البنية القوى البالغ إلى حدود الماية سنة مع أن السماع عن مثله، من الأسانيد العالية التي يغبط المحدثون ويشدون الرجال إليها ولا سيما لشخص النجاشي الذي كان ديدنه الاخذ من المشايخ الكبار المتقدمين كما نرى في كافة مشايخه وكانت روايته عن الكليني البعيد عنه بماية وعشرين سنة تقريبا بواسطة واحدة هي ضالته المنشودة، ومع ذلك ترك السماع عنه لعلو سنه البالغ إلى ضعف حواسه وقواه. ونظير هذه الجملة (علوا في الوقت) ذكره النجاشي بعد عدة أوراق (ص 64) في ترجمة أحمد بن عبد الواحد قال، انه لقي ابن الزبير وكان (علوا في الوقت) فان ابن الزبير علي بن محمد توفى (348) مناهزا للماية سنة من عمره ولقيه ابن عبد الواحد في هذا الوقت.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»